عرض مشاركة واحدة
  #23 (permalink)  
قديم 11-11-2007, 00:42
الصورة الرمزية أحمد المطوع
أحمد المطوع أحمد المطوع غير متصل
رجلٌ جاء .. و ذهب
 
بداياتي : Oct 2007
الـ وطن : بقايا .. من بقايا !!
المشاركات: 253
تقييم المستوى: 0
أحمد المطوع is an unknown quantity at this point
افتراضي مشاركة: * مايـنــــــــقـــش العصــفور في تمــرة العـــذق *

هذا الرجل الذي يرسم بشفتيه قدرها ..

ويكتبها ويمحوها من غير أن يُقبلها ..

كيف لها أن تنسى .. كلّ ما لم يحدث بينه وبينها ؟

في ساعة متأخرة من الشــــوق , يداهمها حبــه .

هو , رجل الوقت ليلاً ..

يأتي في ساعة متأخرة من الذكرى ..

يباغتها بين نسيان و آخر ..

يضرم الرغبة في ليلها .. و يرحـــل .

تمتطي إليه جنونها , وتدري :

للرغبة صهيل داخلي لا يعترضه منطق .

فتشهق , وخيول الشوق الوحشيّة تأخذها إليه .

هو رجل الوقت سهوًا ..

حبه حالة ضوئية . في عتمة الحواس يأتي . يدخل الكهرباء إلى دهاليز نفسها .

يوقظ رغباتها المستترة ..

يشعل كل شيء في داخلها .. و يمضي .

فتجلس , في المقعد المواجه لغيابه ..

هناك .. حيث جلس يومًا مقابلاً لدهشتها ..

تستعيد به انبهارها الأوّل .

هو .. رجل الوقت عطرًا ..

ماذا تراها تفعل بكل تلك الصباحات دونه ؟

وثمة هدنة مع الحب , خرقها حبه .

ومقعد للذاكرة ..

ما زال شاغراً بعده ..

وأبواب مواربة للترقب ..

وامرأة .. ريثما يأتي , تحبّه كما لو أنه لن يأتي . كي يجيء .

لو يأتي ..

هو رجل الوقت شوقًا ..

تخاف أن يشي به فرحها المباغت , بعدما لم يشِ غير لحبر بغيابه . أن يأتي , لو يأتي .

كم يلزمها من الأكاذيب , كي تواصل الحياة وكأنه لم يأت !

كم يلزمها من الصدق , كي تقنعه أنها انتظرته حقّا !









من روايــــــــة : فوضــى الحــواس

لـ / أحـــــــــلام مستغــــانمــي
____________________________________

حسابي في تويتر :


رد مع اقتباس