عزيزي الفاضل
(( دنياغريبه للأسف )) ..
لا أدري كيف أبدأ ،،
لا تتصوّر
مدى سروري لوجودك الغالي هنا ...
كم تشرّفت بك ..
وبحضورك المختلف ..
وبإطرائك السَلِسْ ..
و بملاحظاتك الرائعة ..
عندما
سُدّت أمامي جميع المنافذ ..
وعندما
غُلّقت دوني الأبواب ..
عزمتُ الذهاب هناك ..
عزمتُ السفر ..
وقررّتُ الرحيل ..
لملمتُ شتاتي المبعثر ..
و بدأتْ خُطواتي تقودني لذلك العالم المجهول ..
و الذي لُذتُ بالفرار إليه ..
فإلى متى هذا العذاب ؟؟ !!
عزيزي و أستاذي الفاضل ..
إنّ ماسطّرته سلفــًا
في خاطرتي تلك
(( الرحيل ))
لغيض ٌ من فيض ..
و قليل من كثير
من شعور يحتدم صراعه في داخلي ..
لا أخفيك سرّاً
ربما أنت شعرتْ
ببعض ِ من النقص في الخاطرة
لشدّة تمعنك ..
و إختلاط مشاعرك وتفاعلك معها ..
فوددتَ الإفاضة مني
أكثر فأكثر ..
في الحقيقة
تعتريني أحيانــًا حالة من الذهول ..
وحالة من الصمت لوصف اليسير من
خلجات خاطري ..
وددت ُ أن أحتفظ ببعض من صور الألم
في قلبي وذاكرتي
وآثرت ُ حفظها
ليس شوقــًا إليها أو طربــًا لذكرها لاحقــًا ،،
إنما ستظل
مثل الزاد الذي سأقتات به ،،
لأتجرّع مرارات الحرمان أكثر وأكثر ،،
آثرتُ إذابتها في كأس الحسرة
مع خليط ٍ من عَبَرَاتي لأرتشفها لاحقـًا لأروي ظمأي بظمأ آخر ..
صَدْقني ..
ملاحظتك في مكانها المناسب ..
وسعدتُ بها كثيرًا كثيرًا ..
لكن ماسبق ذكره من ردّ ..
هو تعليل لملاحظتك ..
و إن كنتُ أرى
بأن ماذَكَرْتُه أنا
كان وافيًا
لتصوير لوحة الألم
في أعماقي ..
إنّ الألم المعنوي
يفوق كثيرًا معاناتنا الحسيّة ..
و أنا هنا وصفت الرحلة ..
من بداية المطاف إلى أن استوقفتني لحظة شعرت معها بالغَصّة حينما قلتُ :
(( لعلّي أثير الرحمة والشفقة لدى الآخرين ..
لتبدأ ثورة قلمي مُجدّدًا
و لينزف حبر دمي مُسَطّرًا
" فلقد سئمتُ اصطناع الحب والمشاعر المزيفة منهم ..
إلى متى وهم يقومون بتمثيل .....
هنا ردّة فعل مني ..
ليست غَصّه فحسب بل شعور بالغثيان ..
لأنني سئمتُ منهم ..
سئمتُ سئمتُ ..
كم أودُّ أنْ أنفيَ هذا العَالَمْ الظَالِمْ من الوجود ..
أعتذر إليك عزيزي مُجدّدًا لإفاضتي في الرد ..
ولكن للتوضيح لا أكثر
هذا رغم الوضوح ...
ألف ألف ألف شكر وتحية
لشخصك الكريم المعطاء ..
ياعسى ربي
يخليك لبوووح
رمزًا للإبداع كما كنتَ دائمــًا ..