الدعوة إلى العاميّة :.
ظهـرت الدعوة إلى العاميّة في السنة1880
على يد الألماني ولهلم سبيتا مدير دار الكتب المصرية يومذاك ،
في كتاب له بعنوان " قواعد العربية العامية في مصر "
لكن نشر دعوته باللغة الألمانية ، أبعـدها عن التأثير في المجال الفكري العربي
في السنة 1881 ،
اقترحت مجلة " الُمقتطف "
كتابة العلوم باللغـة التي يتكلّمها الناس في حياتهم العامّة ،
مُـدّعية أن الخلاف بين لغة النطق و لغة الكتابة عندنا ، هو علّة تأخرنا ،
ثمّ دعت رجال الفكر إلى بحث اقتراحها و مناقشته ، فلبّى طلبها كثيرون .
و في السنة 1893 ،
ألقى وليم ولكوكس ،
و هو مهندس رِيّ إنكليزي ،
محاضرة في نادي الأزبكية في مصر بعنوان
" لِمَ لَمْ توجد قوّة اختراع لدى المصريين الآن " ،
عزا فيها ، سبب عدم وجود هذه القوّة ، إلى استخدام المصريين اللغة العربية الفصحى في الكتابة و القراءة ،
فنصح بنبذ هذه اللغة لصعوبتها و جمودها ،
و باستخدام اللغة العامية في الكتابة الأدبية ،
و في السنة1901
وضع سلدن ولمور القاضي الإنكليزي في مصر ،
كتابًا في الإنكليزية عن العامية المصريّة بعنوان " العربية المحكية في مصر "
دعا فيه إلى الاقتصار على العامية أداة للكتابة و الحديث .
في السنة 1902
كتب اسكندر المعلوف إلى مجلة الهلال ،
يقول :
إنه اشتغل بالعامية كثيرًا ،
حتى انتهى إلى الإيمان بصحّتها ، و وجوب تدعيمها و إقرارها .
و أمل أن يرى الصحف العربية و قد غيَّرت لغتها ،
و بالأخصّ مجلة " الهلال " .
في السنة 1913 ،
كتب أحمد لطفي السيد
في موضوع تمصير اللغة العربية ،
سبع مقالات نشرها في صحيفة الجريدة ،
ذهب فيها إلى أنّ الطريقة الوحيدة لإحياء اللغة العربية ،
هي إحياء لغة الرأي العام من ناحية ،
و إرضاء لغة القرآن من ناحية أخرى
و ذلك باستعمال العامية في الكتابة .
في السنة 1925 ،
أصدر مارون غصن ،
كتابًا سمّاه " درس و مطالعة " ،
متنبِّئًا في أحد فصوله : "
حياة اللغة و موتها – اللغة العامية " بموت العربية الفصحى ،
قياسًا على ماعرفه من تاريخ اللغتين :
اليونانية و اللاتينيّة ،
و داعيًا إلى الكتابة بالعاميِّة السورية .
في السنة 1955
أصدر أنيس فريحة كتابه " نحو عربية مُيسّرة "
دعا فيه إلى " أن يصبح لنا لغة واحدة هي لغة الحياة " ،
مُعتبرًا أن الفصحى " لغة أجيال مضى عهدها " ،
و هي بالتّالي عاجزة عن أن تُعبّر عن الحياة .
أما العامية فلغة حيّة متطوّرة نامية
تتميّز بصفات تجعل منها أداة طيِّعة للفهم ،
و للتعبير عن دواخل النفس .