كانت تلك هي أبرز الدعوات إلى العاميّة .
أمَّا الأُسس التي استند إليها أصحابها فتتخلّص بما يلي :
1- إنّ الفصحى " لغة أجيال مضى عهدها "
تعجز عن أن تعبِّرعن الحياة ،
و هي بالتالي ، صعبة التعلّم و التعليم
لصعوبة نحوها ، و صرفها ، و مفرداتها .
بخلاف العامية التي هي لغة سهلة ، تسيل على الألسن بلا عسر و لا تصنّع ،
و ذلك لخلوِّها من الإعراب ، و من الألفاظ الحوشية و الوحشية المائتة ،
و من المترادفات و الأضداد الكثيرة ،
و لمرونتها في قبول الأوضاع الأجنبية بلفظها العجمي ، و لميلها أخيرًا إلى إطلاق القياس في الإشتقاق للنموّ و التوسّع .
2- إنه ثمَّة مسلمين كثيرين ، لا يتوسّلون العربية أداة للتعبير نطقًا أو كتابة ،
و من ثمّ لا مسوِّغ لتعلّق المسلمين بها ، أما لغة القرآن فتبقى من اختصاص رجال الدين و الاختصاصييّن اللُغويين .
3- إن في اعتماد العامية اقتصادًا لوقت طويل و ثمين يهدر في تعلم الفصحى و أحكامها .
4- إن من أهم ّ أسباب التخلُّف عندنا ، اختلاف لغة الحديث عن لغة الكتابة . و عليه ، فاعتماد العامية كفيل بالقضاء على هذا التخلّف ، و على سلبيات ثنائيّة اللغة جميعها و هذه السلبيات .