مَـاذا تُـريدْ !! .
.
. .
.
.
ماذا تريد الآن مني ؟؟؟!! أعلنت العصيان على حرف فشل في التشكل طوعا أمام سواك
وكفرت بكلمات لا تُجيد المثول إلا بين يديك ولا تعرف كيف تحكي عن الدنيا الا ان كان الحديث عنك
وهجرت كل علامات الترقيم التي لا أراها إلا أن كتبتُ عنك لأتعلق بها كلما غلبني خجلي وخذلني إحساسي
ماذا تريد الآن مني ؟؟؟!!! لك أن تفرح يا سيدي فأنا أموت شوقا إليك , أخنق صوتي حتى لا يصرخ باسمك
لا أُردد ما أحب من أغنيات حتى لا تأتي "أحبك" وسطها وتفضحني , لا أبكي كثيرا الآن حتى لا أنهار وجعا
وأترك دمعي يحكي عنك صراخا , لا أضحك كثيرا أيضا أخشى أن أتخيلك معي فأُبالغ في الضحك حد الجنون
وأكثر , لك أن تفرح فأنا بدونك ما عُدت أنا .. .
.
.
هنا حيث قلبي يسكن فراغا كبيرا لا يمتلئ بسواك , ووجعا لا نهاية له بدأ بحبك وما انتهى عند فراقك
كبر كثيرا منذ ابتعدت صار عميقا جدا أكاد اشعر به يسحبني الى النهاية , تلك التي ما كنت أؤمن بها لولا
مرارة فقدك , وما كنت أشعر بوجودها لولا مُصيبة بُعدك , وكأنك ترسم لخيالي المتعب مفاهيم جديدة
ما عرفها من قبل , وتضع لإحساسي حدودا مختلفة ما كنت أحلم بها , وتبني لي جسر وصل لا ظل له , ولا
نقطتان يرتكز عليه امتداده, فأنا وأنت كالوادي والجبل تماما ما يربطهما معا هو الهاوية ... .
.
.
ماذا تريد الآن ؟ ؟؟!!! لماذا تتعاون مع الدنيا علي ؟؟؟ أكاد أختنق بك وبها , فأنكرها وأزداد حبا فيك , وأضيق
بها ويتسع قلبي أكثر بك , ليتها ما منحتني الحياة حتى لا أتمادى حبا فيك , وليتك ما منحتني الفرح بحبك حتى
لا يهزمني الحزن من بعدك , ليتك يا سيدي ما كنت لي الدنيا , وما أصبحت ذات عشق جاوز المنطق وطنا ,
ليتك ما كنت لي العمر بأكمله , وما أصبحت ذات توحد جاوز الجنون عالما , ليتك اكتفيت بوجودك البسيط
معي وبترددك الواهن على حياتي , ليتك كنت عابر سبيل فقط تمر كل ضياع من نفس الطريق
وترحل , لماذا اخترت البقاء على قارعة طريق متهالك يبكي أوراق خريف ويصرخ مطرا ؟؟؟ .
.
.
ماذا يُريد صوتك أخبرني ؟؟ يأتيني مع الصباح احتفل به قبل احتفال الشمس بالمتعب من ملامحي , أُردده قبل
"صباح الخير " التي تأتي كأول وليمة كلام أُعدها قسرا شئت أم أبيت , أهمس به بيني وبين نفسي كتعويذة
تحميني من وجع يوم قادم بدونك , أتسلق جدار حروفه يأسا من كل صوت سيأتيني من بعده لا يرقى لمستواه ولا
يصل الى امتداده دفئا في أعماقي, أقتات عليه ليكفيني حتى آخر ساعات يومي فلا أموت جوعا بدونه , أمنحه
صوتي ليحكيني فأُحبني به أكثر .. .
.
.
ماذا يريد حُبك مني ؟؟؟ ضعفت روحي جدا حد الانكسار بكاءا أمام جدار صار ركاما , أتخيل أكتاف العابرين
التي تهاوت تعبا عنده , وأنامل الأطفال التي رسمت حكاياتها صورا على خده , أتخيل أنين الموجوعين
وبكاء المتعبين الساكن خلفه , أسمع ضحكات الفرح التي احتفل بها الجدار مع سكانه وأكاد استنشق البخور
وكأنه مازال عالقا بطينه , وتتعبني الريح لأنها تستبيح حرمته وتمنعه من شرف وداع يليق بمشوار طويل
أمضاه رفيقا لأرض خذلته , وأعتب على العابرين الذين يركلون بلا مبالاه أحجارا كانت جزءا من جسده
ويُبعثرن رمالا هي في الأصل روحه , ولولا استنكار من حولي لتركت نفسي عنده أبكي معه حبيبا خذلني
وتركني مثله فريسة لأحاديث العابرين , و حكاية تتغير أحداثها وفقا لأهوائهم , لولا خجلي لتركت نفسي
عنده أحكي له عنك , و أشكي له وجعي منك فأنا في الأصل مثله كنت ذات فرح ممتلئة بك وها أنا الآن فارغة
الا منك , معالة صعبة تلك التي تجعل النتائج دائما لا تتغير مهما اختلفت المعطيات , فوجودك كان ومازال
امتلاء بالرغم من فراغ حياتي بدونك , فأنت الموجود الذي تعبتُ من غيابه , والغائب الذي ما مللتُ من
وجوده .. .
.
.
ماذا تُريد مني ؟؟ أُحببتُك كما كنت تُريد وأكثر , تركت قلبي يتشبع بك ولم أُفكر كثيرا إن كان سيموت غرقا
أم لا , حملتُ ملامحي عبء التلبس بك فلا تبرق عيناي إلا فرحا بحلولك ولا تتورد وجنتاي إلا خجلا منك ,
ألغيتني لتكون وتخليت عن شعوري بوجودي لتستمر موجودا معي , تجاهلت كل طريق يأخذني لغيرك ورضيت
فيه بظلك , حساب عمري بدأته بأول نبضة حب فيك وها أنا الآن كبرت كثيرا بك , ساعاتي أُباركها بالحديث
مع نفسي عنك وها أنا أُحصيها الآن فيغلبني عددها , تغيرت كثيرا منذ عرفت ربما لأنني فتحت بابا
ما كان يُفترض بي أن أفتحه , ودخلت مملكة ما كنت أعرف بأن معظم أيامها حربا لا منتصر فيها , الآن فقط
أدفع ثمن فضولي وأستجدي الزمن ليُعيد لي ما اقترفته من خطوات باتجاه الألم , الآن فقط أشتهي عمرا جديدا
أبدؤه بعيدا جدا عني , الآن فقط أشعر بوجع الصفعة التي منحتني إياها الدنيا على غفلة مني وخذلتني بعدها.. .
.
.
ماذا تريد ؟؟ ما بقي لي شيئا مني سوى ظلي , استأنس به إن غطاني الليل وأبكي , أتكئ عليه لأتأكد من وجودي,
وأتعلق به حتى لا يتجاوز الحزن حدودي ...
يا صديقي الطيب جدا كمطر الصيف ودفء الشتاء ,
أُحبك جدا
وجدا
وجدا
فماذا تُريد ؟؟ ولك ما تشاء .
.
. ____________________________________ لو سئُل أهل الهوى من بعد موتهم * هل فرجت عنكم مذ متم الكرب
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي * لكن نار الهوى في القلب تلتهب
جفت مدامع عين الجسم حين بكى * وإن بالدمع عين الروح تنسكب |