الخطأ و الصواب
* يقولون :
شكرتك و نصحتك ،
و الصواب
نقول :
شكرت لك ، و نصحت لك،
و قد نصح فلان لفلان و شكر له .
قال تعالى :
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ } .
و قال : { وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ }
فيقال :
نصحت لك :
أي أشرت عليك بالصواب .
و شكرت له صنيعه
أي :
أثنيت عليه لما أسداه عليّ من الفعل الحسن .
* يقولون :
فلان مذهول العقل
و الصواب :
ذاهل .
يقال :
ذهَلَ الرجل و ذهِل يذهَل ذُهولاً ،
وأذهله الأمر حتى ذهِل ،
و الذهول : النسيان .
قال كثير :
تبدّت له ليلي لتذهِبَ لبّه
و شاقَتكَ أمُّ الصّلْتِ بعد ذهولِ
* يقولون :
يوم مَهُول .
و الصواب : يوم هائل .
يقال :
هالني الشيء يهولني هَوْلاً فهو هائل .
* يقولون :
هو أخوه بلبن أمّه ؟
و الصواب :
هو أخوه بلبان أمه؛
فإنما اللبن الذي يشرب من ناقة أو شاة أو غيرها من البهائم .
قال أبو الأسود الدؤلي :
فإلا يكنْها أو تكنْه فإنّه
أخوها غذتْه أمُّه بلبانها
* يقولون :
هو بين ظهرانِيهم ( بكسر النون ) و الصواب أن يقال : بين ظهرانَيهم ( بفتح النون ) ،
و أجاز أبو حاتم أن يُقال : بين ظَهرَيْهم .
و حكى الفرّاء قال :
قال أعرابي و نحن في حلقة يونس بن حبيب بالبصرة :
أين مسكنك ؟
فقلت : الكوفة .
فقال لي : يا سبحان الله !
هذه بنو أسد بين ظهرانَيْكم ، و أنت تطلب اللغة بالبصرة !
قال : فاستفدت من كلامه فائدتين :
إحداهما : أنه قال ( هذه )و لم يقل (هؤلاء ) :
لأنه أشار إلى القبيلة فأنَّثَ ،
و الثانية : أنه قال ( ظهرانَيْكم) بفتح النون ،
و لم يقله (بكسرها ) .
بقلم : محمد مراح
أستاذ مُساعد بمعهد الحقوق في الجزائر
مجلة القافلة ،
العدد الصادر في جمادى الآخرة
1422هـ / أغسطس – سبتمبر
2001م .