أخطاء لغوية شائعة
(( قل ..وَ لا تقل ... ))
قل : ثلاثة أشهر ، وسبعة أبحر،
ولا تقل : ثلاثة شهور ، وسبعة بحور ؛
وذلك لأن الأعداد من الثلاثة إلى العشرة وُضعت للقلة ،
فإضافتها إلى العدد القليل الذي يشبهها أنسب لها و أليق بها ،
وكذلك ليتطابق العدد والمعدود ؛
كما جاء في التنزيل العزيز :
( فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَربَعَةَ أَشْهُرٍ ) ،
وكذلك :
( وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ )
وصيغ جموع القلة أربعة ؛
الأولى : أفعال ،
كما في كلمة أيام
في قوله تعالى ( فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ) ،
والثانية :أفعل ،
كما وردت في الآيتين السابقتين ،
والثالثة :أفعِلة ،
كأحْمِرَة وغيرها ،
والرابعة : فِعْلة ،
كغِلْمة .
***
قل : امرأة شكور ولجوج وصبور وخئون ،
ولا تقل : شكورة ولجوجة وصبورة وخئونة ؛
لأن فعولاً هنا بمعنى " فاعل "
فيمتنع من إلحاق التاء به ، وتكون صفة مؤنثة على لفظ مذكرة ،
كما قال الشاعـر :
ولن يمنع النفسَ اللجوجَ عن الهوى
من الناس إلا واحدُ الفضلِ كاملُهْ
والعلة في امتناع إلحاق التاء بما ذكرنا أنها صفات وضعت للمبالغة ،
والصفات الموضوعة للمبالغة نُقلت عن بابها لتدل على المعنى الذي تخصصت له ،
كما في نحو قولهم :
فتاة مِعْطار ،
وذلك كما نقلت الصفة " علاّمة " و " نسّابة "
في قولهم :
" رجل علاَّمة "و "امرأة نسَّابة "
عن بابها بإلحاق التاء بها مع أنها صفة لمذكر ؛
ليدل مافعلوه على تحقيق المبالغة ، ويؤذن بحدوث معنى جديد زائد في الصفة .
وهذا أصل مطرد في " فَعول " الصفة التي معناها " فاعلة " لم يشذّ منه إلا قولهم :
عدوّة الله ؛فإنهم ألحقوا بها التاء ، فقالوا : عدوّ وعدوّة
ليماثل قولهم :
صديق و صديقة ،
لأن الشيء في أصول لغتنا قد يحمل على ضدّه ونقيضه كما يحمل على نظيره .
د/ عبدالمقصود محمد عبدالمقصود
مجلة القافلة
العدد الصادر في
جمادى الأولى 1421هـ /
أغسطس 2000م