14-06-2008, 13:10
|
| صـباح الدراويـش . . | | بداياتي
: May 2008 الـ وطن : في بُنصر السكون . .
المشاركات: 17
تقييم المستوى: 0 | |
مشاركة : هامش من هرطقة الزمن أدخل غرفتي التي اعتادت الظلام ورائحة الأبجورة .. أقابل نفسي في المرآة .. وأبتسم إبتسامة هادئة
أضع كفيَّ على خدي وأزحف بهما للوراء .. وأتأمل لحيتي الخفيفة .. جميلةٌ هيَ بساطتك
وحين التفت للمغادرة .. أعيد نظري للمرآة
وبرصة أحداق لا تعتم رؤية .. اتأمل تلك الرموش الطويلة والشفاة الصغيرة
هل هذا حقاً أنت ..؟
هـه لاتكترث لتلك المرآة .. فهي مجرد كاذبة كغيرها في هذا الزمن الأغبر
هو مجرد قناع تسكنه انت الذي تتحدث بداخلك. أخرج لمكاني المعتاد وأجلس لوحدي .. أنظر إلى انحناء الشجر الحزين
وانتظار تلك الأنثى المسكينة على ضفة النهر والحيرة على وجهها
والوردة التي قد خنقتها قبضة العشق الوهمي
وبهذه اللحظة يخلو المكان من البشر .. على طاولة تتوسطها شمعة
لتقابلني هيَ .. تلك المرأة التي دائماً أحلم بها .. أعرفها ولكن لم أرها يوماً
امرأةٌ هادئة الملامح يتسربل على كتفها خيوطٌ من حرير الظلام الدامس تخلو من المشاعر والاحاسيس
فلا تعرف معنى الحزن .. ولا معنى الفرح .. ولا معنى الألم الذي يجتاحهم
تنظر إلي وتعيرني كل اهتمامها بإبتسامة مصطنعه شبه واقعية .. فلا تنطق ولا تضحك ولا تسترسل ملامحها لتعبر لي عن شعورها .. فقط إبتسامة ناعمة
وأبدأ بالحديث .. أخبرها بكل مايجول في نفسي ..
اخبرها بفرحي .. بحزني .. بعشقي .. بمخططاتي
بتفكيري .. أمنياتي .. طموحي .. بإحساس الطفولة .. وإحساس النضج .. واستمر بالحديث كمن مر عليه دهر دون التحدث .. وأبدأ بالإفصاح عن كل الصمت الذي التزمته طوال تلك السنين .. وعن الذي قد بنى لي السد الفاصل بين قلبي و عيني .. حتى تبخرت الدموع من حرارة الكتمان وكونت غيوم مشبعة بالـ ...
أستمر بالثرثرة دون التوقف ودون النظر إلى عينيها .. كمن يتعالج عند دكتوراً نفسياً
فأخبرها عن كل مادفن في صحرائي من حضارات .. وكنوز .. وعظام .. وقمامات .. أخبرها عن الكهوف الموجودة في دهاليز قلبي .. والتي اخشى من التعمق بها ..
وعندما أرفع عيناي .. أجدها تنظر لعيني وتدلدل رأسها بإبتسامتها المؤنسة ..
حقاً !! لازالت منسجمة مع ذلك البوح الممل ؟؟.. فأبتسم وألتفت للجهة الأخرى .. وأكمل ثرثرتي
فأخبرها عن جنون عظمتي التي لا يعلمها غيري .. وكبوة كبرياءٌ خشيت أن أواجه بها نفسي
وحنيني على شلالات طفولتي التي اعتدت أن اسكبها على أبسط الامور
أحدثها عن أتفه الامور التي تضايقني .. وأكبر الامور التي تقتلني
وعن الواقع الذي يمزق حبالي الصوتية بمخالبه كلما حاولت الإفصاح عنه
أحدثها عن سلبياتي .. وسلبياتهم .. وعن ضمائرهم التي لم يعد لها وجود
وعن الصلة الزائفة .. وعن النفوس التي سكنتها الأشباح .. وكيف لم أعد أملك إلا " أنا "
وكيف أصبحت أحب نفسي فأنا فقط من يسمعني .. وانا فقط من يواسيني
وأكمل ثرثرتي التي تمنيت البوح بها طوال تلك السنين
فيسكتني نحيب دمعها الصارخ , فماذا فعلت يا أنا ؟
أوقدت ناراً من ضلوع الغابة حتى تدفئني ..
فأشعلت الغابةَ كلها دون أن اقصد .. عذراً يا أنتي ..
فالبرد قارصٌ هنا. تبدو رؤيتها ضبابية وهي تكفكف دمعها بكمها ..!!
تسقط أول قطرةٌ من الغيث فتشطرها نصفين
ثم تتلاشى من أمامي مع حبات المطر
وأعود وحيداً .. وتلزمني لحظة صمت وانا أراقب دخان الشمعة التي اجفلتها حبات المطر
كيف للشمعة أن تعبر عن حزنها وهي ترا روحها تنتزع منها ببرود وعلى هيئة دخان ؟؟ أستيقظ من حلمي الواقعي .. والشجر قد ذَبـُلَ على حاله
والمرأة قد غادرت مكان لقائهم
وضحيتها الوردة ملقاةٌ على الأرض
أنهض من مكاني وأمشي لوحدي في مدينتي التي قد خلت من سكانها .. وخلت شوارعها من مخلوقاتها
اتفكر بحالي وانا استمع لمرثية المطر التي يعدها لي وهو يخترق جزيئات الهواء
أرفع رأسي لأنظر للغيوم التي اعتمرها السماء .. و نعم .. الآن عرفت سر عشقي للمطر .. فبه احتار إن كان الذي على خدي
دمعٌ .. أم قُطر أمنية من سراب ____________________________________ . . شيّبت عيني طيوفك ياللي قلبي في كفوفك .. نقش حنّا وفي جديلك .. عطر ورد ! |