20-07-2008, 17:53
|
| تهاني سلطان ، | | بداياتي
: Feb 2008
المشاركات: 1,006
تقييم المستوى: 18 | |
المَوت أرحمْ .. .
كَانت ـ فِي شَهر " أبريل "
ولَم أرَاهَا إلا فِي شَهر "جولاي "
عُذراً سَيديّ ... تَأخرتُ كَثيراً حتى أراهـ ..
الكُهولة ... حَالة نُعيد إليهَا النَظر كُلمَا
رأينَا رَجلٌ طَاعن فِي السَن يُمسكـُ
بِـ عَصا و يَعبر الطُريق أو يَركب السَلالِم
أو يَنظُر هُنا وهُناكـ بِـ عين تُسجنُ
خَلف التَجاعِيد والدموع تُواسِيها و تَظَلُ
حَولهَا .. حتى تِلك اللحظة .. نَشُعر بِـ ضَعفهِ
لا ضَعفنا .. نَشعُر بِـ عَجزهِـ لا عَجزنَا ..
نَشعُر بِـ قلة حِيلته لا قوة حيلتنَا ..
نَستَصغِرهُـ بِـ رؤيتنَا المُتعَاطِفة له ..
و لا نَستطيع أن نَتخيّل أننَا سَـ نَكون
فِي يَوماً مَا بِـ موضعه .. و كَما أردانا
أن يَقف خَيالنَا فِي حُدود الواقِع نُغمض
أعيننا و نَلفُ بِـ رقَبتنا إلى الجِهة الأخرى
و نَعود كَما كُنا فِي حالتنا الطَبيعية ..
صُورة رأيتُهَا بِـ ذاتي .. تَحمل الألم خصوصاً ونَحن هُنا
بَين تُراب الوطَن ..
فِي رحلة جَامعية مَع مَجموعة مِن الطَالبات
ذَهبنا إلى مَركز رعاية المُسنات بِـ الريَاض
و رُغم تَجهِزاتهُم و تَحضيراتُهم لِـ إستقبَالنا إلا أنيّ
رأيتُ في أعين المُسنات عَدم الرضى من تعَاملاتِهم
دَخلتُ على غُرفة إحدى المُسنات هُرباً من صَديقَاتي
ووجَدتُها تَنظُر إليّ .. لا شُعورياً ابتَسمت و سَألتُهَا " كَيف
حَالكـ يَاخالة ...؟ " رمَقتني بِـ عينهَا و بِـ ابتِسامة جانبية
جاوبتني : " و أنا أقول وشهوله مزينين الأمَاكن هاليُوم .. ؟ "
قلت لِها : " ياخَالة .. حنا جينا نُزوركم ونتطمن عليكم
و إذا تبين شيء أمريني و عيوني لكـ " .. قالت لي : " يابنيتي
مابقى في العُمر أكثر مِن اللي راح .. و عيالي مارحموني ..
تجين أنتي اللي ماتعرفينن تلبين .."
بَاح السُكون مِن فَجوة التَعجب أستأذنتُ مِنها و أقفلتُ البَاب
و بدأتُ بِـ العَد التَنازلي حتى أنتهِي مِن تلك الرحلة
التي أرقتني مِن كَلام تلك الخَالة ..
عِندمَا عُدتُ إلى المَنزل .. أقفلتُ باب حُجرتِي ..
جَالَستُ صَمتي ..تَعاليتُ على دُموعِي ..
و بَدأتُ أسألُ ذَاتي الرَحومة ..
نَحن فِي شَبابنا لِما لا نَقف بِـ جانبهِم .. نُسَاعِدهُم
هُمْ أهدروا سَنوات حيَاتِهم لِـ أبَائنا .. !
هُمْ أمتَنعوا عَن غِذاء أنفُسِهم لِـ يُشبعوا أبائنَا ..!
أتَكون النِهَاية لِـ الطَاعِن فِي سنهِ.. الإستحقَار ..
والآمُبَالة .. أهَذي هِي الحَصيلة النِهائية لِـ الحَياة ..
أهَذا هو إتباعُ الدين و تَبعُ الدُنيا ..
مَأسَاة مانَعيشهُ ويَعيشونه .. !
اللهُم لا تَكلني لِـ مَن لا يَرحمني ..
اللهم لا تَكلني لِـ مَن لا يَرحَمُني ..
شُكــراً لِـ جمالكـ حروفكـ ..
. ____________________________________ tahanisultan@ |