ريمه
بداية أحييك على هكذا طرح ، وهكذا أسئلة ، وأحاول أن أقتعد أول كرسي هنا ، وأطمع بألا يسبقني إليه أحد . فهل أوفق ؟
هذا ما أرجوه وآمله ، لسبب بسيط يتمثل في أن الموضوع يروق لي كثيراً ، ويعد بالنسبة لي إحدى صور الأزمة التي يمر بها مجتمعنا العربي الممتد من الماء إلى الماء .
الاختلاف ، في نظري - لا الخلاف - هو في مجمله مطلب هام وضرورة قصوى لتنمية المجتمع في كافة المجالات ، لا سيما حينما يحرك المياه الراكدة ، ويمحو العقول من الأفكار الصدئة الملطخة بالظلامية والرجعية ، ويفتح آفاقاً جديدة على مستوى الفكر والمعرفة والسلوك أيضاً ، دون المساس أبداً بالمسلمات والثوابت التي ننهجها ديناً وعقيدة وخُلقاً .
ما أصعبه من شعور حينما يشيد بعضنا كامل صروح حياته على مجرد أوهام تتمثل في عدم قبول الاختلاف ، فمثلما تفضلتِ بأن هنالك أفراد يرون أن كلامهم وأفعالهم لا تقبل الاختلاف وأنها شبه مقدسة وأن أفعالهم تلك يجب أن تنفذ حرفياً بكل صرامة وبلا جدال .
المطلوب إذاً هو أن نعيد النظر في كثير من المسائل ، على كثير من الأصعدة اجتماعياً وسلوكياً وتربوياً وفكرياً ، وأن نعلم علم اليقين بأن كل البشر يؤخذ من كلامهم ويرد عدا سيد الأولين والآخرين نبينا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، كما يجب أن نتعلم اسلوب الاختلاف بعيداً عن القمع ولغة الاعتقال ووأد الطموح ، ولو نجحنا في تحقيق ذلك سنسبق لا محالة كافة أمم الأرض في الرفعة والتجلي والسير صوب العلياء .
واخيراً .. أقول بأن الاختلاف لمجرد الاختلاف والبعد عن الوسطية والاعتدال هو بمثابة الجدل البيزنطي الذي يتمخض عن الهباء والسراب واللهو والعبث .
تحيتي وتقديري لكِ أختاه ,,