.
. غريبون نحن البشر ..
نعظم كل شيء لا نطوله بأيدينا
وحين نحتازه .. يصغر في اعيننا
لازلت أتذكر كيف كنت أتمنى ان اكبر في طفولتي
وابدأ بالشرح المتذمر لأصدقائي ..
" تخيلوا .. احنا الحين رابع ابتدائي باقي خامس وسادس واول عدادي وثاني وثالث .. واول ثانوي وثاني وثالث .. بعدييين بنتخرج .. وبعدين جامعه وبعدين بنرتاح "
دائما ً كنت اتمنى ان اكبرني سنا ً .. فسني لم يعجبني إطلاقا ً
اليوم وبعد مضي تلك الاعوام بلمح البصر .. وانا في طريقي إلى السيارة .. احتوى المونولوج الداخلي على تذمر من شدة الحر وفرحة بقرب الشتاء ... فتذكرت طفولتي
كم كانت جميلة .. كنت يوميا ً ألعب تحت أشعة الشمس وعلى لهب الرمال دون التفكير بالحر .. دون ان افهم معنى الحر ربما
كان كل طموحي .. أن ألعب وأسلي نفسي
انام حين انعس .. وأأكل حين اجوع
وكل هذا حتى اتمكن من اللعب اكثر .. فقط
لم افكر يوما ً بما خلف كواليس الحياة
لم اكن احمل هما ً .. ولا مسؤولية كتلك التي على عاتقي
الجمال ليس كما نتوقعه .. الجانب المشوه يتواجد في كل الأمور
حلمنا بأن نصبح كبار .. وفي نهاية المشوار تمنينا العودة
تمنينا أن نتعمق في القمر .. ونعلم حقيقة جماله
فأكتشفنا انه مجرد " تراب وحصى " ونوره مجرد انعكاس من نور الشمس ...
وفي طريق العودة
مررت بجانب لوحة مررت بجانبها ملايين المرات
ولكنها اليوم اختلفت .. نعم فهل يصدق احداً ان لي قريبٌ هناك
في تلك الأرض الموحشة .. حيث مأوانا جميعا ً
جميعنا يمر بجانبها .. جميعنا يطفيء جهاز الراديو ويقرأ الفاتحه على ارواحهم .. جميعنا يزور اعزائه واحبائه .. ولكن هل سيزورهم هناك ؟
لماذا كلما ماتوا نسيناهم .. ينتهي ذكرهم في الدنيا وكأن لم يكن لهم وجود
أم نكتفي بقول " الله يرحمه " دون رهبة من الموت .. نقولها وان تألمنا .. لايزورنا الألم اكثر من دقائق .. فتنتهي الذكرى بإنتهاء الموضوع
أيعقل !! يوميا ً نمر بجانب الأرض التي لابد لنا في احد الايام ان نسكنها ؟ .. ماذا ان كنا نعلم بوجود منزل سيصبح لنا عمّا قريب .. هل سيصبح مرورنا كمرور الكرام ؟ .. أم سنتفقده كل ساعه ونبدأ بالتخطيط السليم لنحصل على الراحة المستقبلية ؟
حسناً .. لماذا لا نخطط للعيش في تلك الأرض الموحشة من الآن ؟
هل سنتمنى زيارة المارة علينا بعد الموت ؟؟ ام سنفضل الوحدة هناك ؟ .. كثيرة هي الامور التي نغفل عنها .. كالطيور التي تتجمع للنوم من بعد المغرب .. ونحن نسهر لأمورا ً دنيوية
بالفعل ..
غريبون نحن البشر