هبي أننا نلتقي على شرفة هذا المساء
في موعد من مطر
نغني بلحن صغار البلابل
إذ تستنشق أول دفقة من حياة
نغادرنا إلى اللامكان
نطير بلا نية مضمرة
سوى أن نتخطى
الجاذبية الجامدة
..وننحيي أحاسيسنا الضامرة
أيهذا المساء
كم أشعر بالدفء
حين تلم فتاتي أنت
! وتلك السوسنة؟
أيهذا السكون
أتعرف معنى البكاء
على صدر امرأة رائعة
ومعنى الأمان حين آوي
إلى أحضانها الدافئة؟!
ومعنى الكلام الكثير إذا ما سكبناه
! على أرواحنا الصامتة
وأغمضنا الجراح
وكررناه في لغة ساخرة
ثم استعرنا شفاه الطفولة
لنملأ سماءاتنا بابتسامات
شفافة راضية
ومعنى العناق في ليلة باردة؟
أيا وردتي بربك لا تحزني
يشردنا الزمان لكي نلتقي
وتوجعنا الأيام لنرى بعضنا
في صورة واضحة
رأيتك قمرا حزينا في ليلته الكاملة
وقبلة حسن علاها الشفق
عند صلاة الجمال
وما خلق هذا الخد
لتعبره دمعة حارة
ولا نجل هذي العيون
لترى حسرة لو عابرة
دعي الحزن لكل النساء
سواك
دعيه لنا فإنا نعيش بأحزاننا
كأصحاب الأوجاع المزمنة
وأعرف لست سوى قلب وأجنحة تهترئ من أدنى
لمسة مازحة؟!
ألا لعنة الله على الحزن
أيطمع فيك
وأنت فراشة
رقيقة جدا وزاهية؟!!
ضعي كل حزنك هنا
في يد روحي التي تمتد إليك
وروحي فداك
وكل الحياة فداك
ضعيه في قارورة من زجاج
ثم اقذفيها فكم يؤلمني
أن تتلقفها دمعتك الطاهرة
دعيني أمسح أدمعك
فكم أخشى على هذا الوجه الندي
أن تحرقه دمعة ساخنة.
دعيني بالحب أقلم أظافر
أحزانك الطافرة!

____________________________________