أبو عبدالله / هكذا يناديه الجميع ..
نموذج لرجل قوي / مكافح / صبور / أكتسح المشيب مفارق شعرة
بالرغم من شبوبيته التي لا تتخطي الثلاثينيات ..
رجل من الأسر التي تربت بـــ / نعيم الرفاهية / ثم عانقت الفقر
فبقت ملامح الأصل النقي واضحة ٌ على تهذيب أفعالهم ..
لم تستطع هزائم الحياة بشتى أشكالها على كسر ابتسامته..
بداية الأمر لفت أحدهم نظري له ..
بعد أن حكي لي قصته مع صراع المرض وخيبات الأصدقاء / الأهل / الأقارب
وتقهقرهم لزيارته مع مرور الوقت ..
أبو عبدالله / يسترق النظر من زاوية ضيقة { بنظرة ٍ قوية } .. وكلما تطرف نظري نحوه / تكسرت نظراته بابتسامة
ترتسم على شفتيه/ وطأطأة ً رأس ٍ ..
تنم عن { مرحبا ْ }..ثم يلقي برأسه المثقل للوراء يراقب السقف..
ترى ؟
ما سر تلك النظرات الساهمة / والابتسامة الغامضة ..
أعلم كما تعلم بأن ما يجمع نظراتك بي { رغم المسافة الفاصلة } بعيد كل البعد عن خفقات القلب / ورجفات الحب من النظرةالأ ولى ..
فلا مساحة لدي أهديك هي / ولا مساحة ٍ لديك تهديني هي ..
أبو عبد الله / أنظرك وأراني من خلالك نسخة كرر رها القدر { من إجحاف لحقوقنا وعقوق } ..
وبعد أن أنهى جولة الاستراق نهض شامخا ً/ رغم الأنكسار / والضجر الذي يقيد معصم أنفاسة ، مر من جانبي ..
وبينما أصابعي تقرع على المنضدة .. ودون أي صوت يذكر
وضع هذا على منضدتي وغادر ..
السر ..
ترى أي سر قادك نحوي ؟! / سأعود ها هنا بعد اكتشافه ..
ولا أعلم هل سيكون لأبو عبدا لله موعد آخر من الاستراق والأسرار / ربما ..