. بما أن اليوم ممطر .. و الكثير يتحدث عن مشاعره المكبوتة منذُ أن أصبح المطر لا يُزور بِلادنا إلا قليل .. كنتُ أنا و الحمد لله ممن حظوا بتلك الفُرصة النَادرة لِـ أتمشى تحت المطر .. لكن هذه المرة لَم أكن وحديّ لِـ استمع إلى زخاتهِ و أُقلب صفحات الذكريات الحَزينة فـ اما أندب حظي أو أحاول جاهدة أن أتباعد عن مواريّ الندم .. منذُ الصَباح كان الجو غائما شعرتُ من خلاله بِـ أن دوامي مسائي .. و أن المدة التي قضيتها في محاظرة د/محمد سعد و تعدت الساعتين مملة جداً .. لِـ أن الحاسة السادسة دقت عقاربها و ألهمتني بِـ أن المطر سَـ يسقُط لكن متى لا أعلم ..! .. و كنت أخاف انقلاب مزاجي "وهذا الشيء آفة بالنسبة لي " و أنا لا أزال أمام الشاشة أفكر و أحلل و أكتب .. المهم .. انقضت الساعتين الساعة 10.30 صباحاً .. خرجنا من " الكلاس " .. كالعادة مررتُ بالقسم .. و بِـ مكتب الأنشطة .. علقنا على بعض المهام التي سَـ نشرع بعلمها الأسابيع القادمة .. انتهيت من ذلك .. و على خطوات الدرج نزلتُ إلى الساحة الخارجية .. قابلتُ صديقاتي .. أسومة ق و أسومة د ودنو و هنوفة و منو و فنو و ألول و نونيّ و جوجو و حنو " أتوقع انو ذكرتهم كلهم " .. جلست أنا و أسومة ق نتناقش في " البرزنتيشن " فجأة .. هطل المطر .. صراخ الطالبات .. و الجميع إلى الساحة الداخليةيطلق عليه طالبات الجامعة" شارع التحلية " .. أمسكت بيدي أسمومه ق و إلى داخل المطر.. عودة إلى الساحة الخارجية كما يطلق عليه الطالبات أيضاً " الشانزلزيه" .. حقائبنا و ملفاتنا تحت المظلات الخارجية .. ونحنُ ننعم بِـ المطر .. اجتمع البنات من جديد بعد أن اقنعت الواحدة منهم الأخرى بِـ سهولة ملامسة الماء على الجسد بِـ وجود ملابسهن و أن ذلك لن يُشكل عائقاً أو مخاوف من المرض .. الجميع عاد إلى الساحة الخارجية و امتلأت من جديد بِـ الطالبات " المبللات " .. " أنا كلش اتقبل أي شيء إلاّ هالبنات اللي مسوين كيوت مرة و يخافون على نفسهم و ليتهم يوقفون على هالحد لا يتعدون بنظراتهم وبعض الكلمات الـ لآمسموعة " > هؤلاء الفئة لا أسمع منهم سوى " ياي شعري بيخرب " .." ياي هذول اشلون يقدروا يقعدوا تحت المطر" .. " ياحرااام " .. لا يهم .. شعرنا بِـ برودة الجو .. عدنا إلى أحدى المباني .. الساعة لا تزال 12.15 م .. " الشلة بردانة+ مبللة+ترتجف+ بدايات مرض " البعض منهن قررن أن لن يأتين غدا .. خوفاً من اصابتهم بِـ " السخونة و التهاب الحلق " .. و مع تلك المخاوف و الـ لآ احتياطات لذة المطر تجري بِـ مجرى الدم .. تُصافحُ القلب لِـ يطمئن و يشعر بِـ أن الجميع يُبادله نفس الشعور .. المحبة .. الحنان .. الصداقة .. و الأهم " الكيرلي " الطبيعي .. شُكراً لك يارب .. شُكراً لِـ تلك اللحظات الجميلة .. شُكراً لِـ تلك الأنفس .. شُكراً لِـ الكافتيريا و الكابتشينو .. شُكراً لِـ كوب قهوتيّ .. شُكراً لِـ بلل المطر .. شُكراً لِـ البرد من بعدهِ.. شُكراً لِـ تجربة الحياة .. شُكراً لِـ باريس نجد .. شُكراً لِـ مزاجي الذي لم يتعكر كالعادة .. شُكراً لِـ من قرأ .. و جعل هذا المطر صيباً نافعاً ..
just "listen to the rain"
الأثنين 3-11-2008 م
{ربيّ لا تذرنيّ فردا}* tahanisultan@