( لَمْ يَأتِيْ الـ قَريبَاً بَعْد ؟ )
( 3 )
كُنْتُ أرَاكَ في سَنَواتي السَبْع الأوْلَى مِنْ عُمْري
كُلّ إجَازةِ عِيدْ فِطْر ..
كُنتَ تَغيبُ قُرَابَةَ العَامْ وتُطِلّ عَليّ بَعْدَها
مُحَمّلاً بِـ الهَدَاياَ وكُنتَ دائِماً ما تُحْظِرَ ليْ هَديّتي المُفَضّلهْ
كَعْكَةَ الـ خُبْزْ بِالفُسْدُقْ
إلىَ أنْ أتتْ سَنةٌ ..
لَمْ تَحْظُر إليّ في إجَازَتِهَا كَمَا عَودّتنيْ
إنْتَظْرتُكَ طَويلاً وطَويلاً وطَويلاً ولمْ تَحْظُر
أتَى العْيد ولَمْ تَحظُرْ
ذَهَبَ العْيد ولَمْ تَحظُرْ
لمْ أكُنْ أعْرِفُ طَريقةً للسُؤالِ عنْك سِوى
بـِ دُمُوعيْ
كُنتُ اسْْألُ أمُيّ وكُلمَا سَألْتَها عَنْكَ , أزَاحَتْ وجْهَهَا عَنْ مَلاَمِحْي البَريَئهْ ودُمُوعَهَا تَحْرِقُ فُؤادِي
واللّوعَةُُ تُحرِقُ فؤادَها أيضاً
ولا تُجيبْ وحِينَ أكْثَرتُ مِنَ الأسْئِلَه قَالتْ لي : أنكََ سَافْرتَ إلى بَعِيدْ
وسَـ تأتَيْ قَريَباً
ومُنذُ ذَلِكَ الحْين وانَا أسْمَعُ بـِ هَذَا الـ قَريَباً ولمْ تَأتيْ بَعدْ
أينَ أنتْ أيَّهَا الـ قَريباً ,
أينْ ...
( يبـْه )
كَمْ إفتقدتُ إلى هَذهِ الكَلِمَه
كَمْ إشْتَقتُ إليهَا يا ....... أ ب ي
كَمْ بَكيتُ وتألمتُ لهَا بـِ أفْوَاهِ أصدِقائي الأطْفَالْ حِينَمَا نَخْرُجُ مِنْ المَدْرَسَه ونَتَرَاكَضُ جَميْعَاً
إلى بَوّابةِ الخُرُوجْ
جَميعُهُمْ يصْرُخُونْ بِملىءِ أفْوَاهِهِم
( يبـْه )
( يبـْه )
( يبـْه )
جَميعُهُمْ .. جَميعُهُمْ .. جَميعُهُمْ
يَحْتَضِنُونَ أبَائَهُمْ .. يُقَبّلونَهُمْ .. يُمسِكْوا بـِ إيدْيهِم ويَمْضواْ إلى البَعيدِ سَويّاً
مَا عَدانيْ أَنَا
كُنْتُ أحْتَضِنُ الأرْصِفَة والجُدْرَانْ وأمْسَحُ بـِ يدِي نِصْفُ دُموعِي وأرْتَشِفُ نِصْفُهَا بـِ فَميْ
وأمْضِي إلىَ الْبيتِ وَحيدَاً
كُلُّ هَذَا ولَمْ يأتِي ذلِكَ الـ قَريبَاً
الذّي قَالَتْ لِي أُمّي أنَكَ سـَ تأتيْ فِيهْ
لِمَاذاَ لَمْ تَأتِي بَعْدْ يَا أبي لِمَاذَا لِمَاذَا ؟؟؟؟
أبي ... كَمْ أشتَاقُ إليكْ
كَمْ أتَمَنّى المَوتْ فَقَطْ لـ كَيْ أرْتَاحَ مِن
دُنْيَا لَستَ مَوُجُوداً فِيهَا
,
,
,
,
أبي ... عُدْ إليّ وَلا تَرْحَلْ
مِنْ جَديدْ .. أَرْجُوووووووووووووكْ
***
* ( ...؟... )
* ( ...؟... )
لا زَمَانْ وَلا مَكانْ