اليوم وبعد نهاية آخر إمتحان ، ونهاية همّ وبداية فرح أجد زميلتي وقد عبس وجهها ، كان توقّعي بإنّه من صعُوبة الإمتحان ، لكن مدّت يد السلام وصافحتها ، سحبت لي كُرسي وأشارت إليّ بالجلوس ، تجاذبنا بعض الأحاديث ، قالت : سُلاف .. يوم الخميس الماضي كان لدينا حفل زفَاف ، وحضرت نوره ، قلت : ومن هذه نوره؟ ، قالت : إنسانه تُحبّ زوجها المُتوفّي كثيراً كثيراً ، قلت : وما بعد ، قالت : أقسمت إنّها لاتتزيّن بعد يعقوب أبداً فأنهُ توفي في حادث سياره وهما في بداية زواجها ، ولم تنجب منهُ أحداً ، ورأت في هذا الحفل بنات زوجها من إمراءته الأولى ركضت إليهنّ وقبّلتهُنّ وبكت كثيراً لمّا رأتهنّ ودفعت ثمانمائه كي يرّقُصنّ ... ... .. وسكتت ، قُلت : متى مات يعقُوب ؟! قالت : لهُ سنه الآن تماماً .. .. وقُطع حديثنا !!
لكن تفكيري طار كـ طير يمنه ويسره !
عزيزي .. إنّني أُحبّك أكثر من هذه بكثير ، وسترى !
وسألبس فوق السّواد سواد ، وأُعلن الحداد لي طوال العُمر إن فقدتك .