أولاً :
أعلم يقينًا أنني قد تأخرتُ كثيرًا للتعقيب على
هذا الطرح الشيّق والرائع ..
الثقافة ... بوصفها ضرورة ..
موضوع جميل .. وحَيويّ
يدعو إلى الحوار والنقاش الجاد ..
أما بعد :
نعم هي تهذيب للعقل والذوق والسلوك بالتربية والتعليم ،
وقد لخّصَ أحدُ الباحثين وهو سمير أمين
في كتاب له بعنوان " نحو نظرية للثقافة "
لخّصَ الثقافة كتعريفٍ بنقاط محددة فقال :
" إنها تفتُّح في العقل ، ووعي في القلب ، وإرهاف في الشعور ، واستقامة في السلوك ، وحذق في الأشياء علمًا و عملاً " .
وأنا أرى كذلك :
أن اللغة هي الحاضن الأمين للثقافة ،
وهي الوعاء الضامن لاستمرارها ،
وحيويتها والتعبير الصادق عن مضامينها
الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ،
وهي المرآة التي تعكس الأفكار ،
وتنقل النشاط الإنساني بكل صوره وبواعثه وتفاصيله
إلى الأجيال بأمانة وصدق وموضوعية .
ولاتكون الثقافة ثقافة أو فكرًا
إلا إذا كانت لغة هذه الثقافة والفكر موصلة جيدة
وناقلة لخطرات النفوس ،
ومعبرة أصدق تعبير عن واقع حي تعيشه اللغة ،
وتسجله بأمانة
وتحفظه ليكون سهل الإدراك والاستيعاب ...
و .. و .... إلخ
مما استوعبته من خلال إستماعي لبعض المحاضرات العلميّة ..
ثم إنني كذلك
أعتبر التواصل بين الأفراد والجماعات ضربٌ من الثقافة ..
ليستفيد كلٌ من الآخر ..
في تبادل الخبرات من خلال تجارب الحياة وميادينها المتنوعة ..
وقد خلق الله جلَّ وعلا هذه الحياة مدرسة يتعلم فيها الصغير والكبير ..
ليست هناك شروط أو قيود للإلتحاق بها ..
ومن جانب آخر أرى أن الثقافة ضرورة ..
لاسيما حينما نخوض غمار النقاشات
ونستخدم لغة الحوار هنا وهناك
ولنكن على حذرٍ أحيانًا
كما قال الشاعر المتنبي :
فَكَمْ مِنْ عَائبٍ قولاً صَحِيحًا
وآفَتُـهُ مِنَ الفَهْـمِ السّقيـمِ
إذًا نحن بحاجة ماسة وضرورية إلى
تهذيب النفس
وتهذيب الفكر ..
وتقويم الألسنة ..
ليتسنّى لنا بعد ذاك إهداء الأمة جيلاً متعلمًا
متسلحًّا بالثقافة
وبالثروة المعرفية ..
أما فيما يتعلق بالماده
فالمادة ضرورة ولاشك
فلنجعل منها وسيلة نحو حياة أفضل
وسيلة .. لاغايه
الأستاذ مصطفى معروفي
شكرًا جزيلاً لك لإتاحتك الفرصة لنا جميعًا
لندلو بدلونا
وجعل الله الجُهدَ مُباركًا أينما كُنّا ..
تقبّل مروري