رد: - يَومِيّات - 31-1-2009
الفجر- كَانَ مُميّزَاً جِدَاً ,
رُوح حنُونَة وَ قَلب كَبِير وَ أُخت لـِ الجمِيع, هكَذَا وَجدتُ هِند,!
طَالَ الحَدِيث, وبـِ عُمقِ تفكِيرِ الأَنَا وَصَلتُ لـِ اختِلاجَاتِ تِلكَ الـ هِند لـِ تَهمِسَ لـِي بـِ هدُوء ,
"انتي طفلة كبيرة" !
فـَ أُجِيبُهَا "التجّارُب"
ومِن تِلكَ النُقطَةِ وُلِدَ جمَالُ المُحادَثَة ,
هند: الحياة ماترحم العمر ,
أنا: كذا أحلى , وأفضل ,
هند: كذا نقوى ونكبر
أنا: وما ننحني قدام الريح الخفيفة ,ولا ننكسر قدام الريح القويـّة , !
هند: على حساب ضحكاتنا ,و حساب براءتنا ,بس ما أحب اشوف الصور تتكرر
أنا: ما في شي على حساب شي , صدقيني يا هند , لما نكبر واحنا صغار نقدر نضحك واحنا كبار ,
وبرائتنا ممزوجة بملامحنا ,
لو شاب فينا الحزن , تبقى برائتنا !!
ما أجمَلنِي بِهَا البَارِحَة , تحدّثنَا كَثِيرَاً وَ مُطوّلاً , حتَىَ تسلّلَ النُورُ شيئَاً فَـ شيئَاً وانبَلَج,
الهُدُوءُ يسكُنُ أرجَاءَ المَدِينَة , استَأذَنتُ ولُذتُ بـِ غُرفَتِي - وطنِي الدافِئ - , وغَرَقتُ فِي أحلامِي ,
.
أفَقتُ صبَاحَاً عَلَى صوتِ فَوضَىَ فِي الخَارِج, -شهَد وَ رغَد- ابنتي خالي,
رغَد الـ أقرَبُ لـِ قلبِي , عَينيهَا البَرِيئَتينِ وَ برِقَهُمَا الّؤلُؤِي يُرغِمُنِي على تَقبِيلِهَا واحتِضَانِهَا ,
نظَراتُهَا وابتِسَامَتُهَا تجعَلُهَا أجمل بـِ كثِير ,
شهَد لا شيءَ فِيهَا يُغْرِينِي سِوَى مزَاحَهَا وضحكتهَا الغَرِيبَة ,
وَ الخَادِمَة , "فاطمَة"
أتسَائَلُ والنَومُ قَد طغَى عَلَى ملامِحِي ما السبَبُ فِي كَونِكُم هُنَا اليُوم ,!
تجمَعُ فَاطمَة الحقائِبَ مِن حولِهَا وتُمسِكُ بـِ شهَد وتحمِلُ رغَد وتَهمِسُ بـِ عربيّتنَا مُخفِقَةً فِي نطقِ كُلّ الأحرُفِ بـِ لهجَةٍ صحِيحَة
"يالله قوموا نروه بيت " فِي مُحَاولَةٍ ناجِحَة مِنهَا فِي تبدِيدِ النُعَاس,
ضَحَكتُ بـِ سعَادَة , واتجّهتُ صوبَ رغَد وقبّلتُهَا بـِ جنُون .
مرّ اليَومُ عادِيّاً جِداً في الواحِدَةِ ظُهرَاً تصّفحتُ كِتَاب "كُن مُبدِعَا" وقرَأت ما يُقارِب الست صفَحَات ,
وفَورَ انتِهَائِي مِنَ القِراءَة حيْثُ خصّصتُ وقتَا لـِ القِراءَةِ فِي كُلّ يوم , رِحتُ لـِ غُرفَة اخوتِي "مَنبَعُ الإزعَاج" لـِ أسمَعَ فوضَىَ , وَ فرحَة ,
ومَا أسعَدَنِي ,
حِينَ رأيتُ علامَات الفَرحَة تَملأُ قسمَات وجه مُحمّد , وهُو يُحَاوِلُ جاهِداً تركِيبَ سِكّةِ القِطَار ,
الهَدِيّةُ التِي اشترَيتُهَا لهُ بـِ مُناسبَةِ عِيدِ مَولِدِه !
حقَاً أن ترسُمَ بسمَةً على شفَةِ طِفل لـَ أمرٌ جمِيلٌ بـِ الفِعل ,
نِداءاتُ وَالِدَتِي أن رتّبِي صحُونَ المَائِدَة , فأبتَسِمُ مُلبِيّةً النِداء.
وأتحدّثُ وَ والدتِي في أمورٍ شتّى , تزِيدُنِي نَضجَاً وتُحسسُنِي بـِ قُربِي مِن والدتِي .
,
فِي السَاعَةِ الثالِثَةِ إلاّ رُبع يرّنُ الهَاتِفُ , إنّهَا صدِيقَتِي حَوراء ,
حَورَاء الأَقرَبُ إلَى قَلبِي , مِثالٌ مُمتَاز لـِ الصدِيقِ الحسَن الذِي ندُرَ فِي زمَانِنا , وأحمِدُ اللّه لـِ وجُودِها
إلى قُربِي دائِمَاً, اتَصَلت مِن أجلِ طلبِ زِيارَةِ صدِيقَة الإعداديّة - زينب -
,
هدُوءٌ وَ جمَال , وَ أنَادِي فاطِمَة بـِ صوتِي المَبحُوح مِن أثرِ المَرض طَالِبَةً مِنهَا تجهِيزَ ملابِسِي ,
وكـ أيّ أُنثَى , تَهوَى التجّمُل , والنظَر لـِ المِرآة , وَ الإِمعَان فِي التفاصِيلِ الدقِيقَة لـِ ملامِحِ الأنَا ,
حسنَاً أنَا مُستعِدّة الآن , و لا شئَ يجِب فِعله الآن سِوىَ الإنتِظار,!
ولـِ أنّنِي لا أهوَى الإنتِظار , اطّلعتُ على مجّلَةِ الحِكمَة الإسبُوعِيّة , وقرأتُ بعضَاً مِن تفاصِيلِها,
,
بعدَ فترة وجِيزَة قدِمت حوراء , وكلّها سعَادَة , ورحتُ وهِيَ وكُلّي إرهاق,
حاوَلتُ إخفاءَ ملامِحِ الإرهاقِ وأجدتُ فِعلَ ذلِك,
وفِي الهُنَاك كَانَت لنَا جلسَةٌ وحَدِيثٌ شيّق لَن يُنسَى ,
حَورَاء وكَعَادَتِهَا تصمُتُ كثِيراً لا لـِ شيء سِوى لـِ كَونِهَا خجولة رُبمَا ,ورُبمَا لـٍ أنّها تُفضّلُ الإنصَات ,
أنَا , كَعَادَتِي أفتَحَ أبْوَابَ المَواضِيع ,
زَينَب , تُعبّرُ عَن رأيِهَا بـِ حُريّة , دُونَ التقيُّدِ بـِ شيء,
وبَينَ الصَراحَةِ والرأي كانَ النّقَاش,
ما يُثِير دَهشَتِي فِي زِينَب هُوَ عدَم مَعرِفتَهَا لـِ الكَم الهَائِل مِن الطَاقَةِ المُختَزَنَة فِي ذاتِهَا والتِي مِنَ
المُفترَض أن تتحَوّل إلى إبداع , ولكِنّها تكتَفِي دائِمَا بـِ قول "من سينظُرُ لـِ أنَاتِي " " أناتِي فاشِلَة جِداً" "لا أستطِيعُ فِعل شيء" "أنَا مُحبطَة" ,
ونَاقشتُ أنَاتهَا معهَا , وَ وجدتُ الكثِيرَ بـِ داخِلها , بـِ الرغم أنّ حُلمهَا الأوّل هُوَ الطِب , إلا أنّها
استبدلتهُ بـِ خيارين إمّا الأشِعّة أو الأسنَان !
لا أحِبُّ أن أرَى أحلامَاً لـِ أنَاسِ تمُوت , ولا أحِبّ أن يُجبرَ أحدهُم عَلَى استِبدالِ حُلمِه ,
قَرَأتُ فِي كتَابِ (عشر خطوات للنجاح) ,
أنّهُ مِنَ المُهِم أن يكُون للإنسانِ حُلمَاً ,يسكُنُه , والحُلمُ سيتحقّقُ يومَا ما بـِ الإرادة ,
ويُشِير الكِتاب لـِ أهمِيّة اختِيار حلم كبير لـِ الوصُُول إليه , وَ أنّ تحقيق الأحلام يأتِي بالتدرّج ,
والكَثِير مِنَ النُقاط المُهِمّة للنجاح ,
من وجهَة نظرِي لو ابتدأت زينب بـِ الأسنَان وَ واصلَت الدِراسَة حتى الدبلُوم , ومن ثمّ خطوة خطوة ,
حتى تصِل لـِ هدفِها الأكبر , بدلاً مِنَ الأشِعّة / ولكّنهَا أجَابتنِي بـِ يأس , ستدرسُ الأشعّة لتستكمِلَ
مسِيرتها الدراسيّة بـِ سُرعَة وتعمَل تحَاشيَاً لـِ وقُوعِ أيّةِ ظرُوف !
سألتنِي زينب عن أحلامِي فأجبتُها يبدُو لِي أنّي أحتَضِنُ الكَثِيرَ من الأحلام , وسأحقّقُ جمِيعهَا
بـِ إذنِه , الإخفاق فِي مرحلَة ما , يجعلكَ أقوَى وأشدّ , وإن أخفقتُ الآن , فأمامِي المَزِيد ,
والأحلامُ لَن تمُوت .
تحدّثنَا كثِيراً - ومُطوّلاً ,
وعُدتُ وَ حوراء في الساعَة الثامِنَة لـِ المنزِل ,
شَغَلتُ نَفسِي بـِ كتابَةِ تقرِير , أنهيتهُ فِي التاسِعَة والنصف ,
وبعدهَا استَمعتُ لـِ مُحاضرَةٍ دينيّة تربويّة تحدّثَت عَنَ -الشُعراء- !
زادَت مِن مُحصّلتِي الدينية والثقافيّة الشيء الكَثِير , هذهِ المُحاضرات لهَا مِنَ الفَائِدَة الشيء الكَثِير
وإنّهَا لـَ تُربّي أجيالاً , وتُنبِتُ زهرةً فِي قلُوبِ البَاحثينَ تَروِيهَا بـِ منهَلِ العِلم , ومَا أجمَلَ هذا العِلم !
وما أجمَلَ دِراسَتَه , وإنّي لأجِدُ ذاتِي تستلّذَ دِراسَتَه على عكسِ العلم المَأخُوذ من أيّةِ مصادر أخرى.
وأنهَيتُ يومِي بـِ قُبلَةٍ عَلَى جبينِ والدِتِي , وَ إشعَالِ شمعَة , وقِطعَةِ حلوىَ , وَ التحلِيقِ فِي سمَاءِ
الـ بُوووح . ____________________________________
نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
|