رد: - يَومِيّات - 2-2-2009 أن تحلُمَ بـِ مادّةَ الكِيميَاء , فهذَا يعنِي كَابُوسٌ قَاتِل !
وما حلمتُ بهِ إلا لـِ فرطِ تفكِيرِي بـِ النتَائِج ,
استيقَظتُ صبَاحَ هذا اليَوم ,
وعَلَى غيرِ عادتِي توجّهتُ مُبَاشرَةً لـِ - الكمبيوتر -
وآثَارُ النَومِ عالِقَةٌ عَلَى وجهِي ,
تنظُرُ إليَّ والِدَتِي بـِ اشمِئزاز , ولا أكتَرِث ,
قـَ الخَوفُ هِيَ المُفرَدَة الوحِيدَة التِي بِإمكانِهَا وصفُ أنَاتِي الآن !
يالله , يالله , يالله , يالله , أُتَمتِمُ بـِ صوتٍ لا يكَادُ يُسمَع ,
أحرّكُ أصابِعِي بشكلٍ مُتسارِع على الطَاوِلَة ,
أرَاقِبُ المَنظُومَة الإلِكترُونِيّة ,
ولـِ أوّلِ مرّة لـِ سنتين ونِصف يفتَحُ المَوقِع بِشكلٍ طبيعِي ,
بِلا أيّةِ مُعوّقَات ,
أكتُبُ رقمِي الشَخصِي ,
وأكرّرُهُ مرّتَين ,
أقتَرِبُ مِنَ الجِهَازِ , أكَادُ أن ألتَصِقَ بِه ,
النتَائِجُ , ها هِيَ أمَامِي ,
أحرّكُ ناظِرَيّ على جمِيعِ المَواد ,
نبضِي يتسَارَع ,
الخَوفُ ,
الإرتِبَاك ,
الأرقَام ,
حُنجرتِي المُلتَهِبَة ,
ابتِسَامَةُ تَرتَسِمُ بـِ , بـِ , بـِ , بـِ بُطئٍ شدِيد !
أنَا أشعُرُ بـِ السعَادَة ,
أنَا رَاِضِيَةٌ عَن ذاتِي كثِيراً ,
أنَا أحبّنِي ,
ألتَفِتُ لـِ الورَاء,
أمّاااااااه , وابتِسَامَةٌ كَبِيرَة ارتَسَمَت ,
فَرحَةٌ لَم أستطِع إخفَاءَهَا ,
" يُمّه بس ضمّينّي "
أتحرّكُ باتجَاهِهَا , احتَضِنُهَا ,
"يِمّة شوفِينِي , أنَا راضيَة عن نفسِي "
تَنهِيدَةٌ مُلتَهِبَة بـِ الــ "....." ,
وكَأنّ ثقلاً كَبِيراً قَد أزِيحَ عَن عاتِقِي ,
,
قَد تكُونُ الفَرحَة الوَاضِحَة أعلاه تُشِيرُ لـِ تفوّقٍ , أو , لـِ تميّزٍ , أو , لـِ تفرّد !
حسنَاً , أنَا لَم أتفَوق ,
ولَم أتميّز , ولَم أتفرّد , ولكِنّنِي وصلتُ لـِ درجَةِ الرِضَا عنِ النَفس ,
وهذا ما يُهمُّنِي حقَاً ,
,
فشِلتُ كثِيراً , فِي العَامِ المَاضِي , لا , لـِ عدمِ قُدرَتِي على النجَاخ !
ولا لـِ عدَم قدرتِي على الوصُول لـِ مراتِبَ اعتدتُهَا في مراحِلَ سابِقَة !
بَل لـِ أمرٍ مُختلِف كُليّاً , ودَعنَا مِنهُ الآن .
,
قَد لا يتخيّل أيّ مِنَ القَارِئِين مِقدار الراحَة النفسِيّة التِي أحسّهَا الآن ,
ولا بـِ مِقدارِ سعَادتِي ,
ولا بـِ مِقدار الرِضا عنِ النفس ,
والسَبَب في هذا كُلّه ,
هُوَ أنّي بذَلتُ طاقة مُعيّنَة,
وجُهد مُعيّن وَ وقت مُعيّن مِن أجلِ الوصُولِ لـِ أمرٍ مُعيّن .
وَ وصلتُ إلى ما أردتُه , لا أكثَرَ ولا أقَل !
,
إن كَانَ بـِ إمكَانِ أيّ فَردٍ مَنّا ,كِتابَة أمر ما على ورقة بيضَاء ,
كـَ " أنَا أرِيدُ أن أنجَح " مثلاً ,
وَ وصَلَ لـِ النجَاح , فـَ إنّ بـِ استِطاعتِه الوصُولَ لـِ الكثِير بذاتِ الطَرِيقَة ,
[]
,
وفِي أوجِ فرحَتِي يرّنُ الهَاتِف ,
أمَل : هلا سارة ,
سارة : هلا ,
أمل : شخبارش
سارة : بخير - انتين شخبارش
أمل : أحاتِي النتايج , سارة تقدرين تطلعين نتيجيتي , جهازي خربان !
سارة : من عيُوني , بس عطيني الرقم الشخصي ,
أمل : ---------
سارة : امممم , !!
أمل : قُولي !
سارة : عندش مادتين !! , الريضين !!
أمل : متأكدة !
سارة : اي ,
أمل : شخبار نتيجتش ,
سارة : الحمدلله , تماام !
أمَل : يالله اشوفش على خير .
سارة : سلام .
أمَل , وَ الحُزنُ قَد غطّى نَبَرَةَ صَوتِهَا , أمَل , التِي ما اعتَدتُ مِنهَا إلا الأمَل , والضحكَة ,
والجمَال - اكتَسَى صَوتُهَا بـِ رِداءِ الحُزن !
لا أعلَمُ - ليسَ بـِ إمكَانِي فِعلَ شيء ,
,
قطَعَ حبلُ تفكِيرِي اتّصَالٌ آخَر ,
آلاء : هلا سارة
سارة : أهلين , هلا وغلا ,
آلاء : وش سالفة تلفونش كلة مشغُول , أمس المغرب مشغُول , والحين مشغُول , وش عندش
سارة : هههه , ما عندِي الا كل خير , بس تدرين النتَايج , أمَل كلّمتني من شوي .
آلاء : شخبار النتيجة.
سارة : أوكِي , النتيجة حلوَة ,
آلاء : أبغى تطلعِين نتيجتي , علشان النت ما يشتغل ,
سارة : من عنُوني , بس لحظات , وعطيني الرقم .
آلاء : ----------
سارة : درجاتِش حلوة , كل شي تمام .
آلاء : مشكُووورة ,
سارة : على بالكم ببلاش كل شوي اطلع نتيجة وحدة , الحلاوة عليكُم ,
آلاء : هههههه انزين , تقدرين تطلعين نتيجة اختي ,
سارة : ضحكة طويلة , عطيني الرقم وش ورانا ,
,
وعَقُبَ اتصّال آلاء ,
اتصَال حَوراء , لـِ تُخبِرَنِي أنّ المَنظُومَة لا تَفتَح ,
وانقضَى الصَبَاح , بينَ أرقَام , ودرجَات , وأسمَاء , وأرقَام شخصيّة .,
,
أستَلقِي , أتنّهدُ بـِ عُمق !
أبتَسِمُ , ويرّنُ الهَاتِفُ مِن جَدِيد !!
,
لَيلَى ,
نَبرَةُ صوتِهَا حزِينَةٌ بعض الشيء, تُحدّثُنِي بـِ غرابَة ,
تُنَادِينِي بـِ صوتٍ يكَادُ لا يُسمَع !
أهمِسُ بـِ تعجّب , ليلَى ما بِكِ , وجرَى الحِوَار !
ليلَى: سارة عندي خبر غريب , وحزِين ,
سارة :اممم, قُولي كلي آذان صاغية !
ليلى : بس توعديني لا تخافين , ولا ترتبكين ولا شي,
سارة :امممم, مطولَة الإخت , يالله قولي !
ليلى : اليُوم النتايج
سارة :ضحكَة طويلة , هههههههه !!!
ليلَى : وش فيش ,!؟
سارة : أبغَى أسالش , ليش أخبارش دائما متأخرة , صحصحي شوي !
ليلى : ههههههههه ,
سارة : وربّي ضحكتيني ليلوو ,
ليلى : شخبار النتايج ,
سارة : امممممممم , كل شي تمام .
ليلى : متأكدة؟
سارة : أكيدين , يا دُوبة , الا أقول عطيني رقمش خليني اشوف نتيجتش ,
ليلى : لا الرقم فيه شغلة غلط , ووووو ,
سارة : يا حرام بتنطرين لين الكورس الجاي , يا صبر أيّوب !!
ليلى : وش نسوي بعد ,
,
وتحدّثنَا كثِيراً !
,
حسنَاً اليَوم , هَاتفِي مُتعَب جِداً !
وأنَا مُرهقَة جِداً ,
,
السَاعَة الثَانِيَة ظُهرَاً ,
لا رَغبَةَ لِي في الطعَام ,
حُنجُرتِي !!
يالله ,
,
إحِسّ بـِ رغبَة فِي قِراءَةِ القُرآن ,
أحِسّ باشتِيَاقٍ لله ,
أحِسُّ بـ الكثِير .
,
ولكِن , أجلِسُ على الكنَبَة ,
لـٍ أغفُو ,
أفتَحُ عَينِي , وأتحرّكُ باتجاهِ سرِيرِي ,
ألقِي بـِ جسدِي المُنهَك ,
وأنَام !
,
[أم علِي ,], صدِيقَةُ والِدَتِي المُقرّبَة , امرَأة حنُونَة طيّبَة جِداً ,
قلبُهَا كبِيرٌ ويتّسِعُ للعالمِ أجمَع , هِيَ أمّ حوراء , صدِيقَتِي المُقرّبَة ,
أن ترتَاحَ لـِ شخصٍ في هذا العالمِ الضَخم لهُوَ أمرٌ جمِيل ,
وأن تُحسّ بـِ قُربِكَ مِنه , واستِطَاعتِكَ على إسعَادَه , لهُوَ أجمَل .
شُكراً للّهِ , لـِ أنّهُ منَحنِي حوراء ,
وعرّفنِي بـِ أسرَتِهَا الهادِئَة .
,
خالتِي - أم علِي - سَتُسَافِرُ غدَاً لـِ العِراق ,
حَيثُ البُقعَةُ الطَاهِرَة ,
جيثُ الجمَال,
حيثُ كُل شيء جمِيل,
,
واللهِ أنّي أتضّورُ شوقَاً للذهَابِ للهُنَاك,
ومعَ كُلّ صلاةٍ أتمنّى لو كَان باستِطَاعتِي الذهَاب!
,
تين تين , تين تين , تين تين ,
اهلا حوراء, فِي الساعَةِ الثَامَنَة سأكُونُ عِندَكُم ,
,
ما يُزعِجُنِي حقَاً , أنّ المرَض واضِح جِداً على قسماتي ,
ما يُزعِجُنِي أكثَر , أنّي أحَاوِلُ كثِيراً فِي اخفائِه , وبِلا جَدوَى !
,
السَاعَة الثامِنَة ,
أنَا والمِرآة , حِكَايَة جمِيلَة .
,
السَاعَة الثَامِنَة وعشرُون دقِيقَة ,
أتصَفّحُ كِتَابَاً ,
,
السَاعَة الثَامِنَة والنِصف ,
ألَمٌ !
ألمٌ !
ألمٌ !
,
أفكّرُ فِي البقَاء ,
أفكّرُ في الاتصال وَ الاعتِذار !
ولكِن ,
,
يَجِبُ أن أذهَب ,
أجمِلُ ثِقلِي , وأسِيرُ ,
,
يفصلنَا عنهُم , بيتينِ فقَط ,
خطواتِي بطِيئَة جِداَ ,
,
أطرُقُ الجَرَس ,
أفَاجَئُ بـِ امرأةِ غرِيبَة ,
تُحدّثُنِي ,
أنتِ سارة أليسَ كذلِك .؟
فأجِيبُ , نعَم أنَا هِي .!
,
أدخُلُ فِي عجلَة , الوجَعُ يتحكّمُ فِي تصَرُفَاتِي ,
وهذا ما أمقتُهُ فِعلاً ,
,
لازِلتُ أرِيدُ معرِفَة تِلكَ المرأة , ومَن تكُون ,!
,
تستَقْبِلُنِي حورَاء ,
تشعُرُ بـِ ألمِي ,
تُقدّمُ لِي الدواء,
نضحكُ كثِيراً ,
تُنسِينِي الأَلم ,
تُداوِينِي بِـ طريقتِهَا الخاصّة ,
,
ما أجمَلَنِي بِهَا ,
وما أسعدهَا بِي .,
,
أحِسّ بـِ الشِفَاء .
,
أتبَادَلُ وهِي أطرَافَ الحدِيث ,
نَأكُلُ الحلوَى ,
أزِنُ جسدِي ,
أضحَكُ ,
أمزَحُ ,
أحدّثُهَا عَنِ الجمَال ,
تُحدّثُنِي عنهَا ,
,
أسلّمُ على أمّهَا ,
التِي توصِيني خيراً بـِ أمّي ,
أن أطِيعِيهَا ,
أوصِيهَا بـِ نفسِهَا ,
وَ تُوصِينِي بـِ حوراء .
,
أقبّلُهَا ,
وأستَأذِِنُ بـِ الخرُوج ,
,
أتوّجَهُ مُبَاشرَةً , لـِ أحيَاءِ ,
"ذِكرَى استِشهَادِ الإمامِ الحسن ابن علي (ع) "
,
وأَعُودُ لـِ المَنزِل ,
وقَد فَاتَتنِي المُحَاضَرَة الدِينيّة ,
,
أتفّقَدُ الإيميل !
لا رسَائِل!
,
أقرَأُ كِتَابَاً ,
,
يأتِي إبراهِيمُ, أخِي , لـِ يُحدّثَنِي عنِ ما فَاتَنِي اليَوم !
أتسَائَلُ بـِ دهشَة , وما الذِي فاتَنِي حقاً !
لـِ يُجِيب, ركُوب الحِصَان !
أفتَحُ عَينِي وبـِ أشدّ اتّسَاع !!
أتسَائَل عن الوَقتِ الذِي ذهبُوا فِيه ,
لـِ يُجِيبَنِي "الظهر وانتي كنتي نايمة وتعبانة ومريضة " !!
حقاً فاتَنِي الكَثِير ,
وَ الحمدُ للهِ على كُلّ حال ,
,
ها أنا ذَا هُنَا ,
أكتُبُ وكُلّي أمَل بـِ أن يكُون الغَدُ أجمَل ,
ويكُون صبَاحِي أجمَل . ____________________________________
نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
|