6-2-2009
أن يُوقظكَ صوتُ صراخ !
لهُوَ أمرٌ غير مَعقُول بـِ الفعل ,حتّىَ بـِ تجاهُلِ المَصدَر وَ الأسبَاب
أن يحِلّ صوتُ الصراخ محِلّ زقزَقةِ العصافِير أمرٌ يُكدِرُ النَفس,
أنَا استَيقَظتُ وهذا الأهّم ,
اليَومُ جُمعَة , أحِنّ لـِ رائِحَةِ قريَتِنَا , أحِنّ لـِ صوتِ جدّتِي ,
لـِ بسمَةِ جدّي , لـِ فرحَةِ خالِي , لـِ قسمَاتِ خالتِي .
عندَ الواحِدَة , خرجتُ وهُم لـِ الذهابِ لـِ "قرية بلاد القدِيم " حيثُ تقطنُ جدّتِي ,
أدخُلُ والبَسمَةُ تطغِي على محيَايَ , ألقِي السلامَ على كُلّ مَن فِي الهُنَاك ,
وكَـ عادةِ كُلّ اسبُوع , يقرأُ خالي الأكبَر المقَالات من جهازهِ المَحمُول , فِيمَا تنبَعِثُ رائِحَةُ الطعامِ الشهيّة الـ تطهُوهُ جدّتِي وَ خالتِي , وتغطّ "حوراء" خالتِي الـ تقربُنِي فِي السِن في نومٍ عمِيق ,
وَ يعلُو صوتُ الرِجَالِ مِنَ المَجلِس , وَ أقبِلُ بـِ دلالٍ لـِ أقبّلَ جدّي حيثُ ألقَى ترحِيبَاً خاصَاً فَأنا الحَفِيدَةُ الأولَىَ
,
أبحَثُ عَن "مجلّةِ الحكمَة " الاسبُوعِيّة , فِيمَا يُخبِرُنِي أحمَد ابنُ خالتِي , بـِ أنّ المجلّة لم تصِل بعد ,
أنتظِرُ محمّد , خالِيَ الـ أقرَبُ لـِ قلبِي , وأسلّي نفسِي بـِ قراءَةِ "جرِيدَة الوِفَاق "
يجذِبُنِي مقال لـِ إحدَى الجمِيلات , التِي كانت مُتواجِدَة في مُؤتمَر الإبداع لـِ هذا العام ,
تتحدّثُ فيه عن قضيّة التجنيس , القضيّة الأكثَر دسَامَة الآن فِي البَحرِين ,
القضيّة التِي تُرهِق كُل بحريني مُحِب لـِ البحرين , القضيّة التِي أنهكَت قلُوبنَا !
لَم يكُن المقَال يَحوِي أرقامَاً ولا حقائِق , إنّما , عبّرت فيهِ الكاتِبَة عن مشاعِرهَا لـِ موقف أصابهَا
صُدفَة , في احدى مدارس البحرين , حيثُ اضطرّت لانتِظارِ احدى المُدرسات لـِ تعُودَ والأخرى للمنزلِ معاً ,
حيثُ وعَدَت أن تعُودَ بـِ رفقتهَا ,
عبّرَت في المقال عن دهشتها حينَ رأت الجنسيات الغريبة التِي جائت لـِ تأخذ ابنائها من المدرسة !
وأنّ أعدادهُم صار يفوق أعداد البحرينين , وتتعجّب من ذلِك ,
ودَدتُ لو ربَتُّ على كتِفِهَا وأخبرتُهَا , لا تعجبِي يا أخيّة , فهذا هُوَ الواقع المُر ,
وما وراء هذا الواقع حقائِق كبيرَة , وأهداف حقِيرَة , فـَ ويلٌ لـِ أيدٍ ساهمَت في قيامِ هذا المشرُوع !
يعِيدُنِي لـِ ذلك الحيّز , صوتُ خالِي محمّد , الـ أقبلَ وخطِيبَته , أنظرُ إليهُما,
ما أسعدنِي حقاً , أبتسِمُ ويَبتَسِم,
حِينَ تكُونُ الـ بِكر , فـَ الأمنيَة التِي ترافقك دائِمَا , هُوَ أن يكُونَ لكَ أخٌ أكبَر , يحِنّ عليك دائِمَا ,
ويسألُ عَنكَ , ويكُون رفِيقَا قرِيباً جِداً ,
بـِ النسبَةِ لِي , أخوالي , هُم لِي الأخَ الأكبَر , فليحفظهُمُ الله لِي ,
أردِفُ قائِلَة : محمّد , هَلاّ خرَجنَا اليَوم , فيُجِيب : بِكُلّ تَأكِيد ,
وَ يأتِي العصر, رائِحَةُ البحرِ , السيَارات, البُنايَات , المُجمّعَات , وَ الغيم , الأرجوحَة في الهُناك ,
المطَار , الوَرد , "نرجس- حوراء- زهراء" و "سويرة" ,
وَكُلّ شيء جمِيل ,
يكفِينِي أن أكُونَ معَهُم لـِ أكُونَ سعِيدَة ,
نـ عُودُ , واتجّهُ وَ نرجِس وَ زهراء لـِ الصلاة , رائِحَةُ المسجِدِ عبِقَة ,
صَوتُ المُؤذّن , القْرآن وَ الأدعِيَة كُلّ شيء مُثِير لِلعبادَة ,
نُصلّي , وَ نَخرُج , لـِ نعُود .
السَاعَة الثامِنَة , أفتَقِدُ زينب ابنَةَ خالتِي الـ غرِيبَة جِداً , وعَدَتنِي بـِ الذهَابِ لـِ أحدِ المُجمَعات اليَوم ,
وسَافَرت !
أسمَعُ نِداءً لـِ أنَاتِي , قَد يكُونُ صوتُ " حوراء" نعَم إنّهَا هِي ,
تُحدّثُنِي عنِ الكثِير , لـِ أضحَك وَ أفكّر , وَ يقطَعُ لذّةَ الحدِيث صَوت والدتِي ,
أنِ اطبخِي العشاء !
أضحَك , مَن,؟ أنَا ,؟ أتُحدّثُنِي فِعلاً , تُخبِرُنِي بـِ أنّهُ لا أحدَ الآن سِواي ,!
أطهُو , !
أنَا فِعلاً أطهُو الآن
!
النَارُ ورائِحَةٌ غرِيبَة , وَ لاشيء,
يلتَهِمُونَ العشَاء بـِ لذّة , يبدُو أنّنِي فعلتُ ذلكَ ,
وَ أعُودُ لِلمَنزِل , لـِ أجلِسَ وَ والدِي ,
أنتهِي , فـَ أشاهِدُ "عقاب" ويتبعَهُ "فيلم" , وأنتهِي بـِ كِتابَاتِي , لـِ أغفُو بعدَ يومٍ طوِيل.