يودعنيّ
وَ يودع لديّ السَهر وَ الإنتظار وَ همهمة الإشتياق
يودعنيّ
للغد وَ للأمس وَ لمواسم عَديدة
للشتاء المَسكوب من غيابة
وَ للصيف المغلوب على أمره
للخريف المُصفر على راحتيه
و الربيع المَصلوب ظلماً في عينيه
يودعنيّ
يَطبع القُبل وَ الحنينْ وَ أشياء تَختلج في الصدر مُختنقة
يَطبع الآمانْ وَ الطمئنينة ويقول
عليكِ السلام وَ الأمان
عليكِ السلام و الآمان
عليكِ السلام و الآمان
يودعنيّ
يَحملني بيّن يديه / يلف خاصرة أبجديتي
يَنفث أنفاس الحب داخل محبرتي
يمسح على شعري بزنبقته , يوهمني أنه يستخلص العطر لِ يشتمه
فَ يقبلني ّو يحمل قلبيّ بين راحتيه لِ يرحل
يودعنيّ
في تمام الساعة المُتلاشية
ساعة الصفر
ساعة آن آوان كل الدموع المُتكدسة من أعوام
ساعة آن آوان كل الموتْ المَكبوت منذُ أزمان
ودعنيّ
آن لك أن ترحل و أن أرقد بسلام