17-2-2009
الساعَة الوَاحِدَة وَتِسع وَ عشرُون دقِيقَة ,
اختلاجَات تستوطِنُ قلبِي , لا أعلَمُ ماهيّتها ,
شيء يشبهُ الإرتباك , ولكنّهُ ليسَ ارتباكَاً ,
يُشبِهُ الخَوف ولكنّهُ ليسَ خوفَاً ,
يشبهُ الإندِفَاع, ولكنّه يختلِفُ عنهُ قليلاً.!
لا أعلَم,!
بـِ براءَة تتقدّمُ بضعَ خطوات , تُشِيرُ للوحَة "مالتكُم لو مالتنَا.؟"
أجِيبُ بـِ سُخرِيَة "مالتنَا"!
شمعَة وَ خطوات وَ براءَة عينيهَا ,
تنظُرُ إليَّ, وتتلفَظُ إسمِي , "سارَة " , "العُـ وَ ...ينَا..تِي"!
"سارة تكتِب" , "سارَة أبغَى ريّوق" , "سارة أبغَى حلاو"
أدِيرُ وجهِي ناحِيتهَا , بعدَ محاولات كَثِيرة,
كانَت تُحاوِلُ من خلالها اجتذابِي, أبتسِمُ فتُخفِي وجهها,
أبتَسِمُ , فتُخفِي , وجهها أسفَلَ الطاوشلَة ,
إلا من عينيها اللّتان ترقبان ملامحِي بـِ لُطف!
إنّهَا أختِي الـ تُشبِهُنِي حدّ الجمَال,
كانَت تودّ تمضيَة الليلِ بـِ رفقتِي , ولكِن , .. لا اعلَمُ أينَ ذهبَت ,
جُلّ ما أتذَكَرُه ,هُوَ أنّها عبثَت بـِ كُلّ شيء حَولِي , وَ ذهبَت .
السَاعَة الواحِدَة وَ خمسُونَ دقيقَة ,
فكرتُ في أن أخلُدَ لـِ النوم , لـِ أنّ الصبَاح يحمِلُ الكثِيرَ مِن الـ...!
والإستِيقَاظُ مُبكِراً , أمرٌ لا يرُوقنِي , وهُوَ الأمر الأكثَر صعُوبَة ,
ولكِن لديّ الكثِير لـِ أكتُب عنه ومِنه !
قالَ أحد الخُطبَاء "اكتُبوا فَإنّ القَلم لـَ سِلاحٌ اليَوم في المعرَكَة"
متَى ما كَانت اللّغَة قويّة , استطعنَا ترسيخَهَا في كُل شيء,
ولكِن إن رُسّّخَت في عصيان الخالق فَويلٌ مِن سخطِه ,!
أليسَت اللغة موهبة من الخالق؟!
فـَ أيّنَا يجرُؤ على استِخدام هذه الهبَة في معصيَتِه .؟
أنَا أريد ترسيخ لغتي في أمُور أكثر أهميّة بالنسبة لي , قضايا المجتمع من حولنا كثِيرة ,
وأنَا أرِيدُ الكتابَة وحَسب.
قد يكُون فكري غريب بعض الشيء , ولكنّي أجِدُه جمِيل, ويتناسب مع فلسَفَة ,
"القلَم سلاحٌ اليَوم في المعركَة"
السَاعَة الثانيَة وَ ستَة وعشرين دقيقة,
قرّرتُ أن أنَام ,
عانقتُ الوسادَة بعدَ أن فكّرتُ في أمور كثِيرَة ,
وآخر مرّة نظرتُ فيها للساعَةِ كانت الثالثَة وأربعون دقيقة ,
استيقَظتُ صبَاحَاً في السادِسَة ,
بـِ الرغمِ من أنّ جسدِي لا زالَ مُنهَكَاً
إلاّ أنَ رُوحِي مشتعلَة يقظَة ,
انعشتُ صبَاحِي بحمّام دافِئ, أنظرُ للصورة المعلقة على جدارِ حائِطِي,
أبتسِم وأحسّ بالحياةِ تدّبُ من حولي,
أسألُ (زهراء) أختِي ,عَن ما اذا كانت قد جُهزّت لي الدفاتر,
الـ وعدتنِي البَارِحَة بـِ تجهِيزهَم, فتُجيب بـِ الإيجَاب!
أنظُرُ لـِ انعكاسِ الأنَا في المرآة ,
أبتسِمُ ابتسَامَة عرِيضَة ,
يخرجُونَ جمِيعَاً , هُدوءٌ يغوُو المَنزِل ,
إلاّ مِن صوتِ "رغَد" وهِيَ تضحكُ بـِ جمال!,
أحمِلُ الحقِيبَة البُنيّة , وأسمَعُ صوتَ "حافِلَة المدرسَة",
أفتحُ البَابَ, "حوراااء" وابتسَامَة كبِيرَة تطغِي علىَ وجهِي , بـِ فرَح "شخبارش"؟!
تُجِيب والشعُور متبادَل "زينة , وانتين شمسويّة.؟!"
تبدأ ثرثرة الصباح المُمتزجَة بـِ صفاء هذا اليُوم
أصمُت , أتأمّل, وأرَى الأَشياء , مِن حولِي
السيّارات وضجِيج الأشياء الذِي لا يُسمَع ,
ضحكات الأولاد , ثرثَرة الفتيَات , والصغارُ "براءة".
الحقائِب الورديّة , تُغريبهِن ,
يُعجبنِي الصبَاح , كُل شيء فيه هادِئ ولَطِيف,
كل القلوب طاهِرَة في الصباح, كنسَمَات الفجْر,!
كالندَى, كالحُلم, كَضحكَات الأطفَال,!
أنزِلُ وَ حوراء لـِ المدرسَة "مدينة حمد الثَانويَة"
أنَاقَة تطغِي على الملامِح بـِ جمال,
وأخريات يُحاوِلنَ رسمَ الجمال على أجسادهنَّ النحِيلَة ,
فـَ يأبَى الجمَال أن يقتَرِنَ بـِ هِن ,!
الأحمَر والفيرُوزِي , كثِيرات لا يُجِدنُ اتّشاحَه , وأخيرات يُبدِعن,
أستَأنِسُ بـِ النظَر لـِ غرابَة الكثِيرات,!
أفتحُ باب الصَف, أرفَعُ حاجبِي , أشدَه "زهراء وآلاء" ليش قاعدِين هنِي .؟!
يُجِيبُون بـِ سُخرِيَة "الناس تسلّم" !
أجلِسُ وهُنّ مِ، حولِي , -اختِناق- هِيَ الحالَة الموجُودَة في الصَف,
نغرَقُ في ثرثرتنَا ,"ثلاث ساعات متتاليات , ونحن متافعلات في الحديث"!
تحدّثنَا عن " أخ ريم" , والله حينَ أخبرتني عن حكايته,شعرتُ بـِ الأسى عليه ,
,
فـَ الرجُل الفطن في نظري يجب أن يطلق جناحيه نحو العلم ,
,
هكذا حّثتني عنه , مُحبّاً للعلم ,
قسوة الأيَام أخذته نحو زنزانَة وظلام , فانجلَى النُور,
وأصبَحَ باهتَاً , مُمتلِئ بالألَم !
في التاسع والعشرين من عُمره تقريباً ,
كانت بعثته قريبَة , لولا التُهمَة الـ باطلة الـ هدمَت أحلامه ,!
جُلّ ما نسيتطِيع فعله هُوَ الدُعاء له ,.!
,
نحدّثنَا أيضاً عن,عن قضيّة التجنيس,
عن العرض الزائف الـ عرض في قناة -العربيّة- ,
- تشويه الحقائق أمر حقير- !
,
كانَ يوماً طوِيلاً ,
تعرّفنَا بعدَ هذه الثرثرةَ الطوِيلَة إلا بعض من معلماتنَا ,
وتعرّفنا على المناهج الجدِيدَة لـِ "الكورس الأخِير" في الثانويّة !
عُدتُ لـِ المنزِل في الثانِيَة ظُهراً ,!
في الرابِعَة ألقَيتُ بـِ ثقلِي على السرِيرِ ,
لَم أستَيقِظ إلا في الثانيَة فجراً , وَ بدأتُ دِراسَة واطّلعتُ على الكتُب ,
وتذّكرتُ أمرَ الطعام الـ سيجضُرونَه البنات ,
"اتفّقنَا مُسبَقَاً على تحضِير طعام " , لـِ يومِ الغَد !
وفِي الرابعة فجرً بدأتُ الطهو,
- وانتهَى-