01-03-2009, 19:11
|
السمو | | بداياتي
: May 2008 الـ وطن : نبض الحجاز
المشاركات: 194
تقييم المستوى: 0 | |
رد: التَارِيخ يُعيد نَفسَه ! عزيزتي .. سارة
بادئ ذي بدء أحيي فيكِ روح الغيرة الإيمانية , على وحدة الصف الإسلامي . واتفق معكِ تماماَ على أن ما حدث , وما يحدث من نزاع طائفي في كثير من بلدان العالم الإسلامي لهو أمر محزن , ومُخجل للإسلام , وللمسلمين .
بيد أنني أختلف معكِ في عدة نقاط وردت في مقالكِ راجياَ أن يتسع صدركِ لما سأطرحه هنا من وجهة نظر مغايرة تماما لما ذهبتِ إليه .. وأولاها :
1ـ مقارنتكِ " للنزاع الطائفي " الذي حدث , ومازال يحدث في بلاد العراق للأسف , مع " الحدث الأول من نوعه في بلاد الحرمين وللأسف أيضاَ .! " كانت مقارنة غير موفقة تماما , وليس هناك وجه شبه بينهما .! والسبب ببساطة شديدة جداَ أن ما يحدث في بلاد العراق من نزاع طائفي قائم على القتل والتهجير والذبح على الهوية ليس موجوداَ بفضل الله تعالى في بلاد الحرمين .
فالسنة , والشيعة في بلاد الحرمين حتى وأن كان هناك بعض الاختلافات المذهبية بينهما , متعايشين منذ مئات السنين . ولا يوجد من يعكر صفو هذا التعايش إلا بعض الأصوات النشاز التي تعلو أحياناَ من الطرفين , والتي تحاول بين فينة وأخرى الاصطياد في المياه العكرة لإذكاء النار الطائفية .! ومن هنا لا أر من الموضوعية التي تنشدينها الحديث عن " تفرقة صفوف " ! بسبب حادثة واحدة أو حادثتين .
2ـ وبالعودة للموضوع الأساسي أو الحدث الأبرز الذي حدث قبل عدة أيام في المدينة المنورة شرفها الله تعالى , وعلى ساكنها أفضل الصلاة , وأزكي التسليم لم يُعرف حتى هذه اللحظة أسباب ذلك الحدث ودوافعه .! ولم يُتبين من هو وراء ذلك الحدث .؟ ولم يُعرف حتى هذه اللحظة لماذا حدث ما حدث في هذا التوقيت بالتحديد .؟
ومادام ذلك كذلك فإنه يصعب علينا إذا كنا نتوخى الدقة والموضوعية إطلاق الأحكام والتهم جزافاَ . كما فعلتِ ذلك يا سارة , وكما فعلت الكثير من المواقع الشيعية .! الأمر الذي جعلكم كالقاضي الذي دخل المحكمة ووثيقة الحكم في جيبه .! ومن المفارقات العجيبة والتي تؤكد أن الأسباب مجهولة حتى الآن أن غالبية تلك المواقع التي تناولت الحدث كانت تناقض بعضها البعض في إيرادها لملابسات الحادث.!
ولكن دعينا نفترض جدلاَ أن كل ما أوردته مواقع الشيعة كان صحيحاَ من أن نساء الشيعة تعرضن للقذف وللتصوير من قبل " بعض رجال الهيئة " الأمر الذي لا يقره مسلم فضلاَ عن إنسان حر . أريد أن أسألكِ لماذا تعرضن نساء الشيعة لأول مرة لهذا الحدث المشين من سب وقذف وتصوير .؟ في الوقت الذي تعرفين , ويعرف كل الشيعة أن الحكومة السعودية طوال تاريخها لم تمنع أي شيعي او شيعية من داخل المملكة أو خارجها من ممارسة " عقيدة زيارة القبور المقدسة لديهم .! " في الأوقات المخصصة لتلك الزيارات . وعلى حسب علمي القاصر لم يتعرض أحداَ أي أحد لا من " الهيئة " ولا من غيرهم للشيعة عند ممارسة طقوسهم , وشعائرهم الدينية .!
لماذا هذه المرة بالذات حدث ما حدث .؟ هل وراء الأكمة ما وراءها .؟
حسناَ .! لست من أنصار نظرية المؤامرة , ولكني أحلل , وأناقش , وأتساءل بحيادية ,وموضوعية تامة .
ثم دعينا نسلم جدلاَ مرة أخرى من أن هناك تجاوزات حدثت بالفعل من " بعض رجال الهيئة " وتعرضن نساء الشيعة للشتم , والقذف وهو أمر منكر على أية حال . تُري أيهما أشد حرمة في نظركِ شتم وقذف بعض نساء الشيعة .؟ أم التعرض لحُرمة , وشرف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوجة سيدي وسيدكِ رسول الله صلي الله عليه وسلم .؟ أم التعرض لحرمة الأموات باللعن والطعن والتجريح صحابة سيدي , وسيدكِ رسول الله صلي الله عليه وسلم .؟
أليس هذا اللعن وذلك التجريح ركنين أصيلين من أركان العقيدة عند السواد الأعظم من الشيعة ؟ والتي تطالبين باحترام معتقداتهم , وطقوسهم .!
حسناَ .! هل أنا بحاجة الآن لاستحضار " قانون نيوتن " كما فعلتِ .؟
3ـ وأخيراَ .! لا أعرف لماذا استبعدتِ الجانب السياسي من القضية .؟ وهو الجانب المتمثل في إيران .! لاسيما وأنتِ تقارنين النزاع الطائفي الحادث في بلاد العراق حتى الآن مع الحدث الوحيد في المدينة مؤخراَ في بداية حديثكِ .! وهو احتمال قائم دام أن كثير من الشيعة في معظم أنحاء العالم يأتمون بالمراجع الدينية في النجف , وقُمّ حيث الحضن الروحي الرؤوم لهم .! اقتباس:
العَالم يملَؤه ضجِيجٌ الفتِنَة , وشَوشرَة الطائِفيّة , وسوادُ التفرّق , !
بعضٌ يتصَيّدُ على الآخر أخطائَه ,
وبعضٌ يلوّثُ لِسَانَه بـِ القَذفِ ,
وبعضٌ تائِهٌ بينَ هذا وذاك !
,
بعضٌ يُفسّرُ الحدَثَ حسَبَ -فِكرِه-
وبعضٌ يُفسّرُ الحدَثَ حسَبَ -رؤيته-
وبعضٌ يُفسّرُ الحدَثَ لـِ إشعالِ "فِتنَة
| وأضيف لهذه الكلمات الرائعة " البعض الذي يفسر الحدث حسب معتقده .َ"
وأخيراَ ياصديقتي أسأل الله تعالي أن يرينا الحق حقاَ ويرزقنا إتباعه , ويرينا الباطل باطلاَ ويرزقنا اجتنابه أنه ولي ذلك والقادر عليه . .
: :
:
____________________________________ " أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ " |