صمتٌ يتسللُ أعماقي ..
ضوءٌ خافت يقطعُ عتمة الحجرة ..
أفتحُ عَيناي ..
هَل جَاء الصَباح ؟
أنظر إلى الساعة !!
الساعة تشير الى السابعة صباحاً ..
أقفزُ مُسرعاً إلى النافذة لأستطلعَ السَماء ..
السَماءُ خالية مِن الغيوم .. ومِن الشمس ..
إنهُ الصُبح ..
صُبح بلا لون .. لكن لهُ لون النسِيم ..
صبح بلا صَوت .. لكن لهُ صَوت الأسى ..
وكل شيءٍ صَامت الآن ..
الأفقُ النائم ..
الشمس الباردة ..
العصافيرُ وهي تنقرُ الأرض ..
الأشجارُ المترنحة بهدوء ..
كأنّ لِرائحة النسيم صَمت !
مَنْ يتكلم حِين تمر ريح الخُزامى ؟
كأنّ لأشعةِ شمس الشتاء صمت ..
مَنْ لا يستطيع أن يفتح عينيه - بوسعِهما - أمام قرصها الباهت ؟
كأنّ لِروحي أنا صَمت ..
مَنْ يَجمع حُروفها المتساقِطة ..
مَنْ – مِنكم - يقرأ أبجدية مُتناثِرة ؟
وإذا نظرتُ للأسفل ..
أرى الهُدوء يمشي بلا قدمين فِي هذا الشارع الطويل ..
يجوبُ الطرقات قبلَ أنْ يَحل ضجيج الحَياة ..
ضجيجُ الحياة يطرد السُكون والهدوء ..
يَطمسُ تغريدَ البلابل وحَفيف الأشجار ..
وحتماً - فِي ضجيجِ الحياة - لا أحد يسمعُ أنّات صَمتي ..
صباح الصمت ..