الساعة الثانية عشر وعشرون دقيقة ..
في عتمة هذا الليل الأليم ..
أجلسُ وحيداً على دَرج المنزل ..
الصمت هو متنفسي ..
يتخللني ينتشر حولي ..
سكون الليل يثيرني ..
يصاحبني يلازم وحدتي ..
إنه أنيسي في ليالي الغربة ..
حيث أبحر هناك في ظلمات الليل ..
أسمع صفير الهواء ..
يكسر هدأة الليل من حين لآخر ..
أسمعهُ يعوي يحاول أن يتسلل شق باب بيتى الصغير المظلم الموحش ..
يمرجح نافذة غرفتى ..
نسمات الهواء الباردة تدخل إلى المنزل متسارعة من خلال ثقوب النوافذ ..
تهتز الستائر المسدلة على النوافذ في جنون ..
كأنها أشباح مخيفة ..
يزيد وحشتها التماعها المتخاطف بضوء البرق ..
دوي صوت الرعد يجلجل في الأرجاء ..
واشتد صفير الريح ..
الليل مسود سواداً كاحلا ..
لا نجوم ، ولا قمر ..
الجو ينذر بمطر غزير ..
يعصف الهواء بأوراق الصحف المهملة على الطاولة الخشبية في الشرفة ..
انسكب ما كان في الكأس من قهوة ..
وتناثرت أعقاب السجائر وبقايا عدة أشياء في كل الأنحاء ..
انهمر المطر بشدة ..
أخذت قطرات الماء الكبيرة تتقاطر بشدة على المنزل ..
خيوط البرق تشقق ثوب السماء ..
الريح الباردة يتلقاها وجهه كالحمم ..
الجو مشحون بسكون كئيب ..
خوف شديد يتغلغل في أعماقي ..
بدأ المكان يزداد وحشة وظلمة ..
أ رفع رأسي منتفضاً ..
رعشة دبت بين شفتاي ..
وأنادي بصوت متهدج ..
يا الله ..
يا الله ..
يا الله ..
إرحمني ..
وأجهشت بالبكاء ..
.
.
.