24-06-2009, 14:12
|
| تهاني سلطان ، | | بداياتي
: Feb 2008
المشاركات: 1,006
تقييم المستوى: 18 | |
.
عندما تُسيرنا الأمور كما تُريد هي .. و عندما تقفل الأبواب التي ما أن ننام ونحلمُ بِـ بوجودها حتى نُصدم بِـ الواقع و نعيش الشُتات النفسيّ بين الخيال و الحقيقة .. فَـ نعود نُؤلمُ أنفسنا و ننتهكها بِـ كلماتٍ لا تَصل إلى الحقائق ..
ياصديقتي .. العصبيّة هيّ أمرٌ لا بُد منهُ مشاعر كَـ غيرها من المشاعر كَـ الحب.. الفرح.. الحزن .. لكنها تختلف في ردة فعلها .. فَـ تجرحُ الآخرين قَبل أن نشعر بِـ ذلك و تُرغمهم على الصَمت المُفاجئ بسبب طريقة تعاملنا البشعة معهم .. فما عادوا يُميزون من نحن و يبدأون بِـ عدّ الأيام المُتبقيّة في تقبلنا كَـ عصبيين ..
مايتبعُ العصبيّة من بُكاءٍ و تغيرات لحظيّة في تلك الغُرفة الصَامتة على كل ماتراه و تسمعهُ وتشاهده وهي لاتتحدث .. ماهو إلاّ شيئان أننا نَشعر بِـ ضيقها فما عُدنا نعلم مانفعل .. أو لِـ أن تأنيب الضَمير لِـ ما أودع العصبيّة بِـ داخلنا قد بدأ بتحريك المشاعر .. لذلك نفضل المكوث طويلاً صامتون .. و حينما نُحدثُ أحدهم ممن نُحب نُريد أن نُوصل إليهِ ما بداخلنا من ألمٍ و وجع و في ذات الوقت لا نُريد أن يكون الحديث مُباشراً كما تَعودنا فَـ نلجأ إلى طريقتين أيضاً أما أن يكون الرد على أسئلتهم بِـ إجابة واحد نعم أو لا مع قليلاً من الـ لآ مُبالاة .. أو أن تكون أجوبتنا أستفزازية لهم لِـ نجعلهم يشعرون بِـ ألمنا من خلال ألمهم فَـ يهرعون كما فعلت صَديقتك .. هيّ لم تَقصد أن تهزئك.. إنما أرادت أن تُوقظكِ من تلك الغفلة التيّ تعيشينها بِـ داخل قوقعة العصبيّة .. ربما كانت ردت فعلها خاطئة أو ربما اعتمدت على شخصيتها التي ربما لا تبتعدُ كثيراُ عن عصبيّتك فَـ توالت الأحداث كما ذكرتيّ ..
هونيّ عليكِ .. هيّ أيام .. تحتاج فيها النفس إلى"تصفيّة حسابات " مع ذاتها .. أو ربما تُريد أن تتأقلم على وضعٍ جديد وما أستطاعت فَـ هي تُحاول أن تُخرج طاقاتها من خلال عصبيّتك و الـ لآحقيقة التي تعيشينها مع نفسك ..
صديقتيّ .. نصيحة و أجعليهَا الوسيلة الوحيدة في أمور حياتك..
ركعتان لله .. و تذكري قول يونس و هو في بطن الحوت ( لا إله إلاّ أن سبحانك إني كُنت من الظالمين ) ..
صمت لكِ منيّ الدعاء بِـ أن يُغدق عليكِ الإله راحة البال
. ____________________________________ tahanisultan@ |