رد: حـيــوان بـدون تــردد .. أتذكر والله أعلم ، أني سمعت الأطباء الذين يتحدثون في مسألة العقلين ، كانوا يقولون أن العقل الموجود في القلب هو العقل العاطفي ، الذي يتحكم في المشاعر والأحاسيس .
وهنا يبدأ تعليقي المبني على الإستنتاج الشخصي فقط ، وأرجو القراءة الدقيقة :
خاطب الله العقول التي في الصدور بإعتبار أنها موطن الإحساس بالإيمان والشعور بعظمة الخالق ، فالإيمان شعور عاطفي يتدفق من القلب السليم الطاهر ، يشعر به الناس حين يناجون ربهم ، ويلجأون إليه . وكان القرآن في هذه الحالة يستخدم لفظ العقل والتعقل ( أفلا يعقلون ) ..( أم لهم قلوب لا يعقلون بها ..) ويقصد بذلك أن العقول التي في قلوبهم لا تتلقى الأمر الإلاهي بالشكل المطلوب السليم .
لكنه لما كان يخاطبهم عز وجل ، لعمليات الفهم والمنطق ، كان يطالبهم ( بالتفكر ) أو التفكير ، وهذه العملية تحتاج للعقل الذي يقع في الرأس .
إن مما يؤيد كلامي ، أننا نشعر بصداع ، أو شيئا ما يحدث داخل العقل في الرأس ( الدماغ ) حين نقوم بحل مسألة رياضية أو فيزيائية معقدة ، وتجد من يطيل التفكير في حل مسألة ما ، يمسك رأسه ببعض أصابعه بطريقة لا شعورية ، دلالة على عمل هذا الجزء في الرأس أثناء الحل .
ولكننا إذا كنا نقرأ قصيدة عاطفية ، أو نتبادل عبارات الحب الجميلة مع من نحب ، أو نقرأ آيات قرآنية مؤثرة ، تجد أننا نشعر بذلك الحراك و تلك الخوالج لم تعد في رؤوسنا ، إنها تقع بين ضلوعنا ، في قلوبنا .
لذلك يقسم علماء البرمجة ، الذكاء إلى عدة أنواع ، فهناك الذكاء الوجداني ، والذكاء الحسابي ، والذكاء العاطفي ، والذكاء الإجتماعي .. وغيره
نأتي للنقطة الأخيرة ، وهي الحيوان ، ماهو الفرق بيننا وبين الحيوان ، من ناحية العقل ؟ أعتقد أن الحيوانات لها أيضا عقلين ، أحدهما في الرأس والآخر في القلب ، فالحيوانات كما هو مثبت في العلم الشرعي ، أنها تسبح لله ، وتسجد له ، وتؤمن بعظمته ، وهي أيضا تألف الإنسان أحيانا ، وتخاف منه في أحيان ، وتحب ، وتكره ، وثبت وقوع الحب فيما بينها ، حتى أن الذكر يموت إذا فقد الأنثى في كثير من الطيور ، ومثل هذا كثير ، مما يدل على وجود عقل وجداني لها موجود في القلب والله أعلم .
أما العقل الذي يوجد في رؤوس الحيوانات ، ومدى إختلافه عن العقل الموجود في رأس الإنسان ، أعتقد ، وأعتقد جازما ، أن الفارق ، هي المعجزة الإلاهية التي مكنت الإنسان من مهارتين عقليتين و عظيمتين هما القراءة والكتابة ، والتي من خلالهما استخدم الإنسان اللغة البسيطة والمعقدة للتطور والتعلم ، وهذا المعنى يؤكده قوله تعالى (( إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم )) في هذه الآيات ، رسالة للإنسان بأهمية القراءة ، والتي فيها مناط تكريم لبني آدم ، وبها يتميز عن جميع الدواب بلا استثناء ، وأنها معجزة من الله ، فالقدرة التي اكتسبها الإنسان على القراءة ، نابعة من القدرة على الكتابة التي هي في الأصل تعليم من الله ( الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ) أي خص الإنسان وحده من بين مخلوقات الأرض بالقدرة على الكتابة بالقلم ، وبالتالي قراءة هذه الكتابة ، وبنشوء العلم ، وتطوره ، وتناقله عبر الأجيال ، وهذا ما لا يمكن لأي حيوان أن يتعلمه ، لو ييدرب 100 عام ، فلن يستطيع أن يقرأ أويكتب ، وسبحان الله أحسن الخالقين .
تحياتي عزيزي الجامح |