رد: من أيقظكَ في داخلي ! جميل يا ريمه ، والأجمل هنا هي تلك الصور الرائعة المبتكرة التي جاءت لتملأ النص دهشة وإبهاراً ، وأذكر منها مثلا لا حصراً : حَيث نَبضيّ العالق بين ضلعيكَ النائم قسراً في تَفاصيل الغياب وَ الاغترابْ على حينْ خَلوة مَع ذَاكرتيّ بعضاً من خبز شَوقي الذي جَف وَ تَبعثر والعديد العديد من الصور الفائقة الجمال والإبتكار . أقول لقد جاء هذا النص المكتنز بالعذوبة والعذاب في آن معاً ليصف لنا نداء صافياً لا استجداء فيه لذلك المنادى الذي سلك دروب الغياب بل ويكشف لنا في ذات الوقت بجلاء وبلا مواربة عن كفاءة واقتدار صاحبة ذلك النداء على قوة وعمق التصوير لفصول وفواصل فكرة النص برمتها ، وهنا مكمن الإبداع ، حيث جاء النص متجليا وخاليا من أبواق النداء التي لا تجيد سوى البكاء والنواح وغيرهما من فصول الحزن الدراماتيكي . لقد كان نداءاً يعكس بوضوح وجلاء وفاء صاحبته ، وترامي قلبها ، وصفاء روحها ، بالرغم من الغياب . بمعنى أن خطورة هذا النص تكمن تحديداً في أن الكاتبة سلكت درباً وعراً مغايراً تماماً للدروب المألوفة التي تشن إما هجوما ضاريا وإقصاءاً ضد المحبوب الغائب والإنسلاخ التام من مجرد ذكراه ، أو أنها تستجديه عطفاً واسترحاماً وإياباً . وبالرغم من وعورة الدرب ، إلا أنها نجحت فيه بكل كفاءة واقتدار . شخصياً ياريمه ، أرى نصاً يؤسس لفضاء كتابي جديد ، شاهق العلو ، مترامي الآفاق ، باهر الطقوس . متمنياً لك من أعماقي كل التوفيق يا أختاه ,, ____________________________________ كُنْ سَادِنَاً لِلْيَتَـامَىَ أيُّهَا النَّرد ..! |