, ذاتَ فِراقْ .. }
لا تَعلمْ كم تكونُ الحَياة غَريبةْ
قاسيــّة
باردّة .. من دونك !
لم أعلم كم هي المساحة التي تحتلها
حتى فقَدْتـُك ذاتَ لحظةْ
فَقدْتُ فيها روحي
فقدتُ فيها كـُـل شيءْ
تراءتْ فيها ذكرياتنا القليلة
و قـُبلة على الجَبينْ
طَبعتَها ذاتَ يومٍ .. و رَحلْتْ
حبيبي ,
أسِرتَ يوماً بِلا روحْ ؟
تـُثقِلـُكَ الخـُطواتْ
تـُؤلمُكَ دَقاتُ قلبُكْ النابِضْ ؟
تتمَنى له المَوتْ
تصيحْ بأعمق آهاتكْ ..
" توّقفْ أيُها المشؤومْ !"
تبدو فيها الطـُرقاتْ .. طويلة
طويلة جِداً !
تتخطفـٌكَ النظراتُ .. هنا و هُناكْ
علّها تَلمحُ طيفاً .. له
تَمرُ بكلِ شيء ..
و لا تتمنى إلا ذاك الحُضنْ
ترتمي فيهِ
وسطه تكون القسوة .. رقيقة !
و الغـُربة .. مؤنِسة
فلا " تجدكَ " إلا وِسطَ حُفرة وَاقعٍ أليمْ
و فِراقٌ حلّ
فؤادٌ مُنكسِرْ ..
لا جبيرة له .. إلا هُوَ !
حبيبي ,
أفَكرْتَ يوماً بـ " لا شيء " ؟
و بدا ذلكْ التَفكيرُ مُتعباً
مُتعبٌ جداً !
رأسُكَ ثقيلْ
لا تقوَى على حَمْله
تتمنى ذاكَ الصدرَ
تُسنِدهُ إليه
تسْتَمِعْ إلى دقّاتِ قلبِه
تهويدةً تسْتكينُ إليها أطيافُ الجنون
تـُبخّرُ الألمْ المُتعبْ
فيختفي .. بلا عودة
يومَ تلاشتْ أشلائي
خارتْ قِوايْ
صَغرتْ مكانةُ ذاتي
اختفى كلُ شيءْ
بَدتْ فارغة .. خاويـّة
تلكَ الحياة !
لحظة فقط .. علمتُ بأنَ روحكْ لن تعودْ
لن تـُهيمِنَ بوجودها عليّ
حبيبي ,
أنا بِكَ قويّةْ
أنا بِكَ حيـّة
لا يَملأُ فراغي ..
لا يملأُ غروري ..
إلا أنتْ !
أنتَ هي نِقاطُ ضَعفي
و نقطة قوّتي الوحيدة
نظراتـُكَ الساخرة أراها في مرآتي
يومَ أقفُ أمامها بِشمُوخْ
مـُتخنِجـّة
كأجـمَلْ فتاة على الكونْ
فيها قـُبُلاتك تحضنني
لمَساتـُكَ تـُدغْدُغني
هَمساتُك تمْلأ هوانا
نَظراتـُنا تفيضُ بالعِشق
كأوّل يَومٍ وجدتني فيه
عقارب الساعة تناديكْ
حانتْ ساعةُ العودة للوَاقِعْ !
و قـَبلْ رَحيلكْ
أعلّق نظراتي بكْ
أغمِضُ عَيـْنايْ
أقتربُ مِنكْ
ألامِسُ أذنكَ اليـُسرى بشفتايْ
فأهمِسُ بها
" حبيبي .. ليكن هذا خِلافنا الأخيرْ "
.