عرض مشاركة واحدة
  #21 (permalink)  
قديم 05-10-2009, 20:04
الصورة الرمزية الطُهر
الطُهر الطُهر غير متصل
.... نَوْرَسَة !
 
بداياتي : Jun 2008
الـ وطن : البحرين
المشاركات: 954
تقييم المستوى: 17
الطُهر is on a distinguished road
افتراضي رد: - ألَم يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَىَ -


تَنْظُرُ إلَيَّ بِشَهْوَة !
.
.
لَم يَخِب ظَنِّي حِينَ حدَّثتُ نَفْسِي ذَاتَ مَسَاء , وقُلْتُ بِصَوْتٍ أقْرَبُ للهَمْس , هِيَ تَنْظُرُ إلَيَّ بِشَهْوَة , وَ , تَحْتَضِنُنِي بِرَغْبَة , أنَا أحِسُّ بِذَلِك !
رَأيْتُهَا لِلوَهْلَةِ الأوْلَىَ فِي حَفْلِ المَدْرَسَة , تَسِيْرُ بِغَنَج وتَتَمَايَلُ بِلا حَيَاء وتُحرِّكُ لِسَانَهَا عَلَى شَفَتِهَا مُحَاوِلَة لَفْتَ الأنْظَارِ نَحْوَهَا فَأبْدَيتُ اسْتِيَاءَاً واشْمِئْزَازَاً وَ عَدَم ارْتِيَاحَاً لها,!
فُوجِئْتُ بشِدَّة حِيْنَ سَمْعتُ بِخَبَرِ انتِقَالِهَا لِصَفّي , وفُوجِئْتُ أكْثَر حِينَ قَرَّبَت طَاوِلَتَهَا وألصَقَتْهَا بِطَاوِلَتِي المَوجُودَة فِي مُؤخّرَةِ الصَفّ !
وبَدَأَت الحِكَايَة ,!
اقْتَرَبَت مِنِّي , وبَدَأَت تَسْرِدُ لِي بَعْضَ تَفَاصِيلِ وَاقِعهَا القَاسِي ,كُنْتُ أنْصِتُ مَشْدُوهَةً مِن انْطِلاقِهَا فِي الحَدِيْثِ عَن نَفْسِهَا قَبْلَ أن تَتَعرَّفِ لِي أنَا المَاثِلَةُ أمَامِهَا , بَل ولَم تَكُن تَعْرِفُ حتّىَ اسمِي !
وَكَانَ لابُدَّ لِي مِنَ الصَمْت فحَيَاتها حقيقةً مُمْتَلِئَة بِالحِكَايَات والغرَائِب !
ولِكَونِي امْرَأَة أجْبَرَنِي واقعِي المَرِير على أن أصْمُتَ كَثِيراً , وأتحدّث قَلِيلاً , وأن أختَارَ الأمَاكِن الهَادِئَة البَعِيْدَة عَنِ ضَوْضَاءِ المُجْتَمَع تفَادِيّاً مِنَ التعَرّف عَلَى فَتَيَات مُنحَرِفَات تَسْتَهوِيهِنَّ العلاقَات المُحرَّمَة مَعَ الشُبّان ويجتَذِبُهُنَّ كُل ما هُوَ مُثِير فَأمِيلُ مَعَهُم ..هَكذا كَان يقُولُ والِدِي , لِذَلِك كُنتُ أجْلِسُ فِي المَقْعَدِ الأخِيرِ دَائِمَاً , وأرْفُضُ أن تَجْلِسَ بِجِوَارِي أيّ فَتَاة , لَيْسَ اقْتِنَاعَاً مِنِّي بِكَلامِ وَالِدِيّ وإنّمَا خَشْيَةً مِنه , فقَد كَان حَوْلِي دَائِمَاً , في كُلّ الزوايَا الضَيّقَة أرَاه , ومِنَ الفُوَهَاتِ الدَاكِنَة أرَىَ عَينَيه تُراقِبُنِي !!
لَم أكُن أسْتَطِيعُ مَنْعَهَا مِنَ الجُلُوس لِأنّهَا مِن لَحْظَةِ اقتِرَابِهَا مِنّي وهِي تَسْرِدُ واقِعَاً مُؤلِمَاً , ومَا جَعَلَنِي أعدِلُ عَن التَفْكِيرِ برَفْضِي لجُلُوسِهَا جَنْبِي , هُوَ تِلْكَ الدَمْعَة التِي تَرَقْرَقَت مِن عَيْنَيْهَا لَحَظَات ذِكْرِهَا لشيءٍ مِن تَفَاصِيْلِهَا !
رَقّ قَلْبِي لهَا, فَمَسْحَتُ دَمْعَهَا واحتَضَنْتُهَا ,ومُنذُ تِلْكَ اللّحْظَة وأنَا إلَىَ جِوَارِهَا, تُحدّثُنِي عَن أسرَتِهَا المُفكَّكَة , وعلاقَاتِهَا المُحرَّمَة الفَاشِلَة جِدَاً , وقصَّة الحُب الأخِيرَة التِي أرْهَقَتْهَا حدَّ البُكَاء المُتكَرّر و الاتصَالاتِ العَقِيْمَة .
كَانَت بِالنِسْبَة لِي أنْثَىَ تشَكَّلَت بِفِعْلِ مُحِيطِهَا الذِي جَعَلَها مُتمرّدَة عَلَى كُلِّ شيء, !!
وبِالرَغمِ مِن خَوفِي الشَدِيد مِن وَالِدِي , الذِي استَطَاعَ بِإصْرَارِه وشَخصِيّتِه أن يَجعَلَنِي كمَا أنَا مُنعَزِلَة وَحِيدَة, مَنبُوذَةٌ جِدّاً !
أشعُرُ اليَوم , بِأنّي دُميَة يُحرّكُهَا وَالِدِي بإتقَان , بَل ويُتقِنَ تَحرِيكَهَا !!
حَسنَاً يَجِب أن أعتَرِف بِأنّ هذا الشعُور لَم يكُن يُرَاوِدُنِي قَبْلَ أن تَقتَرِبَ مِنّي , فهِيَ وكمَا تقُول بِأنّي بَلهَاء , وعَينَايَ تحتَاجَان لِأن تَتَّسِعَان أكثَر , لترَيَا الحَقَائِق المُرَّة ,!
ومَرّت الأسَابِيع وهَوَاجِس الخَوف والقَلَق من كشفِ والدِي لِصُحبَتِي تلاشَت , فبِالرَغمِ مِن أنِّي لا ألتَقِي مَعَهَا خَارِجَ المَدْرَسَة , إلاَّ أنَّها استَطَاعَت بِفَنِّهَا أن تَجعَلُنِي قَرِيبَةً مِنْهَا وصَارَت العَلاقَةُ بَينِي وبَينَها عَمِيقَة جِدَّاً !!
وما زِلنَا نَرقُصُ فِي أرجَاءِ المَدرَسَة ونَتَمَايَلُ بِفَرَح , ونَحتَضِنُ بَعضَنَا البَعض فِي بَاحَةِ المَدْرَسَة والأعْيُنُ تُرَاقِبُنَا بِغرَابَةٍ لا مَثِيلَ لَهَا ..
ولا زَالَت تُحدِّثُنِي عَنِ أحَادِيثِ الجَسَدِ ولُغَةِ الجَسَد التِي تَحتَاجُ كُلّ نَاضِجَة لِمُمَارَسَتِهَا ,!
حتّىَ خبّأتْنِي يَومَاً بَينَ ذِرَاعَيْهَا وجَعَلَتنِي أجرِّبُ بَعْضَ معَانِي هذِهِ اللُّغَة !!!
وصِرْتُ نِسْخَةً مُطَابِقَة لِشَيْمَاء , مُتمَرِّدَة , قَاسِيَة , حادَّة الطِبَاع .. وشَاذَّة جِنسِيَّاً !
لَسْتُ أعْجَبُ مِن نَفسِي كمَا كَانَ الكثِير مِنَ المُحِيطينَ بِي يُبدُونَ عجباً كبِيراً لهذا التغيُّرِ السَلبِيِّ الكبير , في فترَة زمَنِيَّة قَصِيرَة .. ولكِن الحَقُّ يُقَال .. الكَبْتُ يُولِّدُ الإنْفِجَار , وأبِي أفْرَطَ فِي مُرَاقَبَتِي حَدّ اشمِئزَازِي مِنِّي ومِنه ومِنَ الزمَن .. وشَيْمَاء , هِيَ الصَدِيقَة الوَحِيدَة لِي طَوَالَ تسعَة عشر عَامَاً , مُنذُ طفُولَتِي وأنَا أصْرُخُ فِي وَجْهِ كُلِّ فتَاة تقْتَرِبُ مِنِّي , فقَط لأنِّي أسعَىَ لإطَاعَةِ وَالِدِي , وأجعَلَهُ مُطمَئِّنَاً , وهَا أنَا اليَوم , فَتَاة مُنحَرِفَة تُعْلِنُ انحِرَافَهَا أمَام المَلأ ..
لا أعْلَمُ مَن أجْدَرُ بِالَّلومِ شَيْمَاء .. أم .. وَالِدِي .. أم أنَا !
هِيَ بِمَكْرِهَا استَطَاعَت أن تَصِلَ لِجَسَدِي , وهُوَ بِإفْرَاطِهِ فِي الخَوف جَعَلَنِي صَيدٌ سَهْل !
وأنَا سمَحتُ لَهُم بِذَلِك ..!


بِسْمِ اللهِ الرَّحَمَنِ الرَّحمنِ الرَّحِيم

والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما

صَدَقَ اللهُ العَلِيّ العظيم .
..
____________________________________

نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
رد مع اقتباس