(-)
12/12/1976م
لهَذَا التَارِيخ وجَعٌ يتكَرَّرُ.!
جُرْحٌ يَنْزِفُ .!
ولا يَنْدَمِلُ أبَدَاً. !
(1)
أحِسُّ بِِهِ وهُوَ يَلْفِظُ أنْفَاسَهُ الأخِيرَة ,
أرَاهُ مُلْقَىً على أرْضِ الوَطَن , والدِّمَاءُ تُغطِّي جسَدَهُ المُتْعَب.!
وفِي كُلِّ ِشِبْرٍ مِن جسَدِهِ أثَر للتعذِيب , للدمَاء , للحرُوق .!
نَفْسَهُ أبيّة كبِيرَة , لا يرْهَبُ شَيئاً .!
ما بَرِحَ يَكْتُبُ لِلوَطَن وفِي الوَطَن.!
وحتَّى فِي لَحَظَاتِهِ الأخِيرَة ,
بَينَ جُدْرَانِ السِّجْنِ البَارِدَة .
حَيْثُ لا يُسْمَعُ إلاّ صَدىَ الأنفَاس .!
وصَوْتُ المَفَاتِيح .!
وآهَاتُ المُعذّبِين .!
كانَ يكتُب .!
هُوَ جرِيءٌ جِدَاً ..و عنِيدٌ جِداً وقَوِيٌّ جِدَاً ..!
قويُّ لِحدّ أنّهُ لَم يصْمُت أمَامَ البَاطِلِ أبداً .!
فالكَلِمَة وِسيلَةُ الأقوِيَاء .
و أفَضلُ الجَهَاد , قَول كَلِمَة حقّ عِندَ سُلطَانٍ جَائِر. !
والضعفَاء لا يَمْلِكُونَ إلاّ العُنف , العُنف ولا سِوَاه. !
لِذَلِكَ قَتَلُوه .!
لِكَلِمَةِ حقٍّ كتَبَهَا / قالَهَا .. !
مفَادُهَا الحُريّة , حُريّة النُفُوس , والأقلام , والأرَاء , والأفكَار ..!
وعَانَقَت رُوحُهُ السَمَاء.!
رَحَلَ , وترَكَ رِسَالَةً بيضَاء .!
في قُلُوبِ مُحبّيه .
(2)
المَنشُورَات , والمُؤتمرّات السِيَاسِيَّة , المقالات , أخَذت من وقتِهِ النّصِيبَ الأكبَر..!
أكثَر ما يشدّنِي نحْوَه هُوَ جُرأتُهُ , وكِتَابَة الحقّ أيّاً كانت العواقِب .. !
أوؤمِنُ بِمَا يُؤمِنُ فِيه , وهُوَ أنّ الحق يجِب أن يُكتَب ويُقَال بِكُلّ الطُرق .
أتصفّحُ أوراق كِتَابِهِ العتِيقَة بِرغبَة , أقرأ جُرأتَهُ , وحماسَهُ , واتجّهَاههُ , ومقصدهُ , وهدفه..!
وكأنّي أقرأنِي ..!!
(3)
أنتَ أوّلُ مَن بَدَأتُ بِهِ يا خَال.. !
لو كُنتَ حولِي لآمَنتَ بِقُدرَتِي , كمَا آمَنتُ أنا بَجمالِك ..
(4)
لازِلْتُ فِي كُلّ عام , وفي الثانِي عشَر من دِيسَمبَر , أقرأُك كثِيراً ,
وأحبّكَ أكثَر .
(5)
مسكَنُكَ قلبِي ..
ولا شيء آخَر ..!
(6)
هُوَ الظُلْمُ وَ الظلامُ ,
الدَهْرُ والزَمَان. !
وَ جَوْرُ الحُكَّام .!
أخذَكَ مِنَّا وأخذَ كَثِيرِين معَك .
(7)
كلمَة الحقّ هِيَ السُموّ, والعِزّ..!
والسكُوتُ عنِ الحقّ ذُلٌ وهوَان ..
هذا ما علّمَنَا إيّاهُ الحُسين ..
موتٌ فِي عزّ , خيرٌ من حياةٍ في ذلّ..!
(8)
خلُدْتَ بِخُلُودِ اللَّيْلِ والَنَهَار !
دمُّ الشَهِيد .. طَرِيٌّ لا يَبْرُد .
(9)
إلَيْكَ أيُّهَا الوطَن .. إلَيْكِ أيَّتُها الحَبِيبَة
في قُلُوبِنَا يا وطَن ..!
تمّت بِتَاريخ .
12 ديسمبَر 2009
4:12