23-12-2009, 02:46
|
| صبية صالحة . | | بداياتي
: Nov 2006 الـ وطن : في بيتي الصغير (:
المشاركات: 748
تقييم المستوى: 19 | |
و آه يا جدة . جدة المغدورة : و مازالت جدة حَزينة و تَغرق ، جدة تبكي أولئكَ الغارقون ، جدة تقيم العزاء ، العزاء الذي لا ينتهي ، جدة أنثى مَجروحة لم يرحمها طَمع رَجل ولا جَشع مسئول ولا ضُعف نَفس مُخرب ، جدة تعيسة جداً تَرملت و هي التي كانت [ غَير ] كُل النساء ، كانت الأجمل من بينهن حَتماً ، طُرقاتها سِحر لا يقاوم ، و شوارعها فتنة تسر الناظرين ، و مبانيها إناث يتراقصن غروراً و كبرياء هوائها يشبه الخطيئة المحللة ، جدة : تبكي تبكي طوال المَطر و أي حزن يبعثه المَطر في قلب جدة ، في نبض جدة ، في رقة جدة ، في شفافية جدة ، جدة : تلك المخدوعة ، التي طعنها الأصدقاء بالظَهر و رحلوا و لم يلقوا لها بالاً ، جدة : المغدورة التي لم تنام ، و لم تعرف معنى النَوم بطريقة تليق بأرواح الشهداء الراحلون لديار لا تعرف معنى الزوال . فجيعتي ب جدة و ضحايا الغَرق ، المحتالون ، الساهرون هذا المساء و الذين أخذتهم الحياة الدنيا و ( تناسوا الآخرة ) ، السالبون حقوق الغير ، الشهداء ، أهالي الشهداء ، الأمهات الثكلى ، النساء الأرامل ، الأحياء ( الغلبانه ) و التي أطلق عليها عشوائية ، [ هه ] لإنها عشوائية ربما بأعينهم لا تستحق أن تعيش ولا حتى تتنفس ، الأحياء التي حطمها مَطر قد إعتادت عليه عروس البحر الأحمر قد تحول - من وجهة نظرهم - ل تسونامي آخر و بأن كل ذلك لم يكن سوى تقاطع مجرى سيل لم يجد له سبيل للخروج و بحيرة المسك و تشققات ستكون و إلخ ، عيون الأطفال الخائفة الوجلة ، توسلاتهم للعيش و دعواتهم للبقاء و النجاة ، خطاب المليك الصارم ، الكبار جداً الذين سينزلقون و سيكونون بألف ألف خير ، الصغار الذين لم يحملوا وزر المائة و ست أرواح قد فُقدت غرقاً سيغرقون هم بدون ذنب ، تلك الانباء العاجلة التي تتسارع بمحطات التلفزة على شاكلة شريط أحمر تتيامن به كلمتين ربما سنعتادها الأيام القادمة ( خبر عاجل ) ، معالم مدينة تتلاشى ، حدود بلادي التي تقصف من قِبل أشباه الرجال . - جدة : لم تعد عروساً ، لم تعد ترتدي فستان الفَرح الأبيض بفعلتهم لهم الله أولئكَ النائمون على الحَرير . - لكل من في الأعلى : الذين تشملهم صيغة الجمع ب [ هُم ] قال الله تعالى في كتابه الكريم { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } الأحزاب / 72 - الجبال و السموات و الأرض لم تأخذ الأمانة ، لم تكن تحمل في جعبتها القدرة على ذلك و أبت ، و أخذتها أنتَ يا [ بَشر ] يا الله يا أنت تملك من الغرور و حب المال و الطمع مايجعلكَ لاترى سوى حفنة المال الذي تحمله بيديكَ عند كل مشروع [ زائف + كاذب ] إن لم تكن تلك العقوبة في دنيا قد زانت بأعينكم ، محطة ستذهب بدون عودة ستكون في آخرة تؤمن بالخلود . * لأول مرة يسكنني خوفي على بلادي ، بلادي التي أراها العظيمة ، العظيمة التي تتجاوزت حد الكمال . [ حزينة من أجلكِ يا بلادي و جداً ] . البيان : شكراً . ____________________________________ وما كنتُ يوما وحدي يا الله وأنت معي * |