لذاك الذي جمعني به وطن قديم ,
أشكال الموت اليوم مُرعبة يا صديق , أحدهم توفى إثر اصطدام سيارته بشجرة بيتهم ، تخيل ؟ حادث تافه لم يمهله أن يوزَّع القُبل على ياسمين نافذته ، أن يقبّلَ سبابته يمررها على عينيْ أُمه ، أن يلّوح لِأخوته : " أنفي خزّن رائحتكم لَن أتنفس التراب سأتنفسكم " ، أن يصافح أساتذته :" مُمتن لِعلم حقنتموني بِه " ، أن يلقي على أصدقائه التحايا الأخيرة ، مثلكَ تماماً ما تعلمت أن تلقي التحايا قبل الرحيل في كل رحلة كنت تَترك الباب موارياً ، متى نتعلم أن نستودع أحباءنا خلفنا نصافحهم يد يد نحشو لهم رقائق البسكويت مع آذان عيد دون أَن نَستعر مِن بِخس المُعايدة ، نَتشارك بِمقعد سينما و فشار دون أَن نَقلل من قيمة الليلة تِلك ، نبتسم عندَ التقاطة صورة تذكارية دون أن ننسى لذَّة الاحتكاك الحميم بَين أكتافنا ، نَبتهل لهم عند انهمار مَطر دون أن نرسل دَعوة أليمه تصيبهم بِألم جراء سكين غرسوه في رقابنا ، متى نَستذكر كل تِلك الأحداث صبح مساء نغتسل مِن أحقادنا متى نحشر كبريائنا بِ ظرف ونبدأ بتمزيقه ؟ ، متى تدرك عقولنا بأن لا أحد يدرك متى تغيب نفسه ؟ , تباً لعاداتنا الحقيرة التي جعلت منّا بَحر كبرياء لا حد يُقيَّده ، تباً لعقلياتنا الغبيَّة التي خلقت منا حجارة تَرمي كل فتاة تُجاهر بِأُلفَةِ صديق بالقذف و الشتيمة و إن كان هذا الصديق لَم يُفطَم بعد! ، بالمقابل نقذف كل رجل بالأَحذية و رصاصات الشرف اعترفَ بألفُة أُخت أو امرأة مُسنَّة ! . أنا أحبك ما الرادع ؟ ليردموا عقلياتهم في الجحيم لا ترعبني حناجرهم المسنّنة يكفيني ذاك الزفير الحارق الذي يَخبرني أنَّك مُت !
- ليرجموني إذن .