يا سلمى تالله مافتيء هذا الليل يؤرقني ومافتيء السنباطي يُحَرِق ألواح الصدر ، هلا أتيتي فجراً يقهقر أذيال الليل ليلقي به في كومة ماضٍ لايعود إلا ونحن على شمعة ٍ من حــب، من أين لكِ هذ الجمود إني أنهارُ أنهاراً من حنين هلا كبلتي بحضنك صــرختي المتمزقة ووئدتي حسـراتٍ ضجر منها هذا الكيان الذي لم يكن يوماً إلا لكِ ، ياسلمى إني ثكنتكِ التي لاتبالي أكـانت على سفح جليد أو صفيح من نار وماهذا إلا ولاء ًوقسماً ألا أخون يا أعذب من وطن وأشهى من حليب أيا وطنــي إني أطفالكِ والشيوخ إني فتيان نشيدك الوطني ، إني رايتك التــي ستلكز السماء لترســم على ثغرك بسمة عجب ٍ من هذه الحشود ومن هكذا إخلاص أنضحه لكِ ، لازلت أتقن تجديـل قــرنيكِ كما كنا صغارا ، ولكم تخيلتكِ إلا أنني كنت مغمض العينيــن وأجدل الهواءويالهذا الهواء كم مــرركِ على سمعي وقلبي كم مرركِ نسماتٍ تطمر مساماتي و لكم نزت هذه المسامات شوقاً وأيادٍ تستجدي الدليل ياسلمى أي شيءٍ هذا الذي سيكون جميلاً في غيابك تالله بات كل شيء ٍ بعدك يؤذيني فماعدت أحـب الصباح ولا الصغار يروحون إلى المدرسة ليس ثمــة يقين دونكِ فكل اعتقاد صقلته أراه في جــراب الشك ، آه ليتكِ رأيتي مافعل السنباطي حين غـنى :" بيني وبينك خمرة وأغاني ،، فأسكب فعمري في يديك ثواني " كنا كذلك حتى تجلت شمس الوشاة بيننا ، ياسلمى ما عــدت أحب نظراتك التي يرفع خلفها خوفك رايته بربك أين أضحى ذلك البــريق من عينيكِ ، لم صـارت الأماني حديثنا الصـامت تحت وهج الإسئـلة ، لايزال جوابي حين سـؤالك عن شوقي لكِ بأنك الشوق كله وأني لا أشتــاق لأمي فلست بــكاذب لأنك ملكت الشوق كله ،ياسلمى خذي بعين الإعتبار سنوات الندم القادمة إن بقيتي على حجاب الليل الذي تضعينه بيننا على أقــداح السهر التي تريقينها بإغداقٍ في محاجر عــيوني واغنمي طفلك قبل أن يصيح الرجل الشرقي الذي بداخله صارخاً على الوداعة والحب لأجل الكبرياء وماتبقى من كرامه ، ياسلمى لست أريد غــيركِ ليمشط شعراتي البيض بعد ردح من الــزمن ، عــودي ولتتجعد بشرتنا سوية ًولتحدودب ظهورنا ياعصاتي وما أنا إلا عصاكِ ، تالله ليس ثمة بد من وشـاة ولكن لك ِ البد كله في قطعتيـن من قطن تذودين بها عنا ، ياسلمى هاهي خيوط الصبح قد امتدت لتتلوى على خاصرة الليل لتنسـج لي دلـيلاً من تمتمة الغياب الثقيل ، ثلاث ليالٍ ياسلمى وأنا أرصُ العديد من صناديق الأعـــذار لكِ واتلوهـا في كل ساعة بصوت مرتفع كي لا تتفتت كبدي من اضطرام الشوق ، ياسلمى أجـزلي في الأعـذار لأربط على قلبي من فجيعة اللامبالاة التي دائماً ما كنتي تسريبنهــا إلي ، إلا هذه المرة ياسلمى لاتكوني باردة بحق كل شيء فلينبلج هذا الفجر بعذرٍ لايضرم كبدي ويفنيها ..