إن هذه الصباحات لاتحمل في جيوبها سوى الفراغ لي فالهواء نفسه البخيل بنفس خيوط النور المهترءة التي ليس بإستطاعتها تطهير هذا الإنتظارالمتخمر في جنباتي ، ياسلمى لم يحدث للأيام أن لاتنهل من ثغرك ذرات هواء صحية لثلاث ليالٍ متتالية مع احتمال بغيض يندد بالرابعة والله أعلم سيبقى هذا الترهل إني أراني أتداعى ويساورني الخوف أن مايمنعكِ مني إلا أنكِ متعثرة وأي تعثر هذا الذي هان عليه قلبي وقلبك ياسلمى إني لا أتنبأ بي ولا أعرفني فحين خبوكِ لاينفك ذينك الغبيين شوقي والحنين تشفعاً لك عندي ولست بالذي ينهر متوسلاً ، تالله ياسلمى إنكِ لاتستحقين مالكِ عندي ولكن ماعساي وحبكِ قدرٌ إن كان شكرت مقدرّه وإلاصبرت صبر مؤمن وسأستطيب بكِ العذاب إستطابة مؤمل ٍ لكثير عطاء من مصورك ..أين اذهب بي فلقد سئم الناس وجودكِ في لساني ، أيسرك أن تنسل الألوان من صفحات العمر ، أيسرك أن يكون ليلي بساقٍ واحدةٍ بربكِ كيف لهذا الليل أن يقطع مساحات الحزن الفسيحة التي باركتيها بطول غيابك ، إني لا أملك من العمر إلا واحداً ولكم وددت لو أن لي اعماراً لاستهلكت ثوانيها بين يديكِ ... وتغيبين ؟!
ياسلمى لايغرك شأن الرجال وأنهم قساة ، يا بدعة الله إننا أطفال واسألي الليل الطويل ليخبركِ كم أرقني البعد الذي تمارسينه بأشد وفاء ، يابدعة الله إنا لي حق عليكِ كحق الأرض في المطر وحق النحل في الزهر وحق اليتامى وااللقطاء في الحنان والمأوى ولم يبقى لدي من حنانكِ المفطوم سوىمايبكيني لفقده والتأوه عليه ، ياسلمى إني لا أنمو وكيف أنمو وكل أكل لاتشتهينه لا أشتهيه مع مالا آكله فمابقي لي لأعيش؟! وقد كنت اقتات همسكِ واللمسات ،أترى السنباطي أنجبك ياسلمى ليعذبني بك ليصرّالسهر في عيوني وأين أبحث عنكِ وخطوات غيابكِ أشد اتساعاً من خطواتي المتعثره .. ياسلمى ماعاد في قلب الفتى صبر على البيد ، إني أكتبك الآن وهذا السهر يسخر مني هلا انتصرتي لي ياسلمى !
سأكتب للأجيال القادمة التي ستحب أن لاتمنح في لقاءاتها الأولى وردة فما هذه الوردة إلا بدعة ً واهية وإلا أي دليل تحمله وردة ستؤول لامحالة للذبول ياسلمى لَحُب كان أوله وردةً ستذبل لحري بهذا الحب أيضا أن يذبل كما ذبل قلبي بين يديكِ ، سأكتب لهم ياسلمى أن يقدموا حجراً يبقى مابقى الدهر ليقدموا الصمود ليقدموا الجلد في وجه أي نزوة تريد خدش حب بنوه ، قد حدث كل شيء بعد بينك ياسلمى ،حدث أن أفتقدك ِ وحدث أن اشتاق لك ِ وحدث أن أتوسل للحظات أن تأتي بك ْ وحدث أن أنتظرك ِ وحدث أن كل شيء ٍ معلق ٌ بك ِ وحدث أن ينسكب الزيت على الألوان في غيابك ْوحدث أن أعود إلى أكل أظفاري وحدث أن أعود شرسا ً وحدث أن أعودبغيضا ً وحدث أن يكون كبريائي حجرة ً وأتعثر به وأسقط .. حدث انفضاحي ياسلمى ..
ألم يغني السنباطي " بيني وبينك خمرة وأغاني " مابالك جعلتي الذي بيني وبينك أعوام من الشوك أعوام من السراب وبيداً من الضمأ ياسلمى شواطيء ملحك أعيت جراحي ، ما أقول لأمي ياسلمى وأنا ابنها البشوش إذا مارأتني ضامراً قد تأبطني بعدكِ بويلاته والسقام ما أقول لها إذا مارأت جبيني وقد أكله ألف عام من سموم نأيك ، ياسلمى قد جعل بعدك مني فوضويا قد جعل مني حقلاً بشتونياً مليء بأعقاب السجائر وبعض رصاصات أمل لاكها العطب ، ياسلمى إنني وطن بلا حاكم إنني شعب فقير يستجدي الرغيف ، يستجدي خلاصاً من سنوات تيهك ، يا بدعة الله إن الذي بيني وبينك قدر الله في لوحه المحفوظ ، إلي بنجاتي ، إلي بقاربٍ آخذني فيه أجمع كل اشيائي التي عندكِ وأرحل ياسلمى ما عدت أبغي منكِ إلا أنا هلا رددتني إلي ..