27-01-2010, 13:43
|
| " م ـوتٌ ' و ' م ـيلآد " | | بداياتي
: Jan 2007 الـ وطن : فبرآيرْ قديمْ ،
المشاركات: 1,603
تقييم المستوى: 19 | |
-2- جوع الأصابِع كافِر يا رفيقي ، * اتخيلك لا جاء الوعد وحنا جميع ، لِ ذاك الذي مضى ، تارِكاً تَذكِرة عِتابَـ ه في يميني ..خاتماً عليها بِ شمع غيابَـ ه: مَصقولَـ ه هَي وَجوه المرآيا يا رفيقي تِلك التي تكون قادِره على أن تعكسنا مِلء الهوه التي تركت الأيام معالمها علينا ،ماذا يعني إذاً أن أظل مشتتـ ه الذهن، وحائِره بين مفترق فاصل يَجرُني إلى فِكره أود أن أوردُها وبين بوح ليس لَـ ه ُ مَحل مِن النسيان، في يباس الواقع الذي إرتضى أن يُقبل كفيّ الأقدار مرغماً، كَ حداً أدني للتعبير عن الصبر ومحاولـ ة الإقتناع التام بما جادت بِـ ه الأيام ،وأجدني بعدهما أكمل تِلك الدوره في حلقـ ه مفرغَـ ه تتسِع إلى الحد ال يقترب من ال مالانهايَـ ه ، ولا أجد أمامي منعطَف أخير أرنو إليـ ه وأكيل أحزاني للماضي وأمضي في الإتجاه المُعاكس تماماً ،أخبرني هَل يكفي أن تمتلئ أدراجنا بِ العديد من الرسائل، وأن تحمُل عناوينها فُسحَـ ة مِن أمل سَقط عمداً مِن قائِمـ ة الأشياء التي يجب إدراجها ضِمن الآتي، وأن نَدس بِ طريقَـ ه مهذبـ ه جداً أسرارنا بين جنبات تِلك الورق بعيداً جداً عن تِلك الأعين الفضوليّـ ه التي تتلصص علينا من طَرفٍ خَفي ، وتحاول أن تستقرئ ما يُمكن أن تَشي بِـ ه فواصِل البوح وهمزة وصل تِلك العلامات المدسوسَـ ه بين السَطور ،ءأمل فقط أن لا يَسهو المرسل إليـ ه هُنا عن شق جيوب الحُزن فيها وسترها سريعاُ ، وأن يكون كَ أولئِك النُبلاء الذين يُشاركوننا الندب بِ صمت وهو يتأمل في وجـ ه الورق تِلك الأنثى الثَكلى الـتي عَميت عينا أقدارها عن مُصابها الجلل دهراً من الزمن. -لا يُهم يا رفيقي ربما على المدى البعيد سنعيد صياغـ ة مفرداتنا لتناسب تِلك الفلسفـ ه السقيمـ ه التي نختمها دائماً بمقولـ ه تحمل طابع التعقل ،وأن ننجرف بعدها من تحت مزراب المثاليات طواعيـ ه مخلفين بؤرة النقص في أول مفترق طرق نمر بِـ ه ، مكتفين بِ القول الدارج الذي تستصيغُـ ه عقولنا حين لا نريدها أن تُخالف شريعتنا في التأويل الذي لا يمتُ إلينا بِ صلـ ه ما، ونختمها بِ ديباجَـ ه أنيقَـ ه جداً تُناسب ما كان يجب أن يكون.رُبما يا رفيقي لو وَضع المحزونون مواقيت مُحدده لِ عَبث الذاكِره لديهُم لكانوا أقل حُزناً مما هم عليـ ه ، فماذا يجب أن أحكي عن ذاك العبث الذي يتكدس خَلفَـ ه فَصل خامِس يُعاكِس طبيعَـ ة تِلك الفَصول الأربعـ ه التي نُعايشُها على مدار العام ، وبتنا أكثر فهماً لِ تفاصيلها مِن ذاك المتطفل الذي يأتي على حين غَره ، لَ يقلب كُل الأشياء في أعماقُنا رأساً على عَقِب، وَ يمضي ملوحاً واعِداً بِ عوده تُباغِت رَغبَـ ة التناسي المصطنع الذي أخفينا حقيقَـ ة ذكرياتنا خَلفَـ ه ، ضارباً بعرض الحائِط كُل قناعاتنا في أننا قد نتأقلم يوماً ما مع جسد النسيان المتهالك حد توحدنا الكامل مَعـ ه ، ربما من السخريـ ه أننا حاولنا أن نفصل لها كفناً لم يَكُن أبداً ذات مقاسٍ يتناسب مع حجم أحزاننا تِلك ، لِ ذا لم يكن ذاك الفصل الخامس يحتاج لِ أكثر من جُهد ضَئيل لِ أحيائَها و لِ إشعال الجمر الذي خبأناه تحت رماد الذاكِره الموبوءه بِ تِلك التفاصيل التي أضعفت قدرة رَئتيّ النسيان عن إستنشاق أُكسجين الآتي، -إذاً لا ضير أبداً أن تغدوا أيامنا تحمل الكثير مِن أنصاف الأشياء كَ حلول وَسط ذات أساسٍ هش يدعونا للتأقلم مع طبيعَـ ة جميع تِلك الأحداث ، وَذاك ال حلم الذي ما أن نحاول التشبث بِطرف ثوبِـ ه حتى يهرب سريعاً ، وَ كَ طبيعَـ ة ذاك الرصيف الذي تشاركنا عليـ ه البوح يوماً ما ، رصيف لم أكن بِ حاجَـ ه لِ أن اهجره لِ أعلم أن الطُرقات لا تحمِل إشارات تمنحني وعداً أن أعود إليـ ه مرةٌ أُخرى ، وأنا أكثر صلابَـ ه وتماسُكاً مما كُنتُ عليـ ه ، رصيف لم أخجل أن أفترش مَع صاحِبـ ه سراً وأمنيّـ ه ، صاحِبَـ ه الذي كان يَكفي أن أرفع يديّ لخالقي أياماً عديده لِ أشكره كثيراً أن منحني تِلك اليّد التي ربتت يوماً على كَتِف حُزني العتيق و قاسمتَـ ه البوح النَقي الذي كُنا نختِمّـ ه بِ دعوات صادِقَـ ه وَ وَعود بيضاء فقط ، رفيق نبيل أقنعني ذات مره أن لِ البسمـ ه أبجديات تُتلى على الشِفاه وحاول مراراً أن يُمرر تِلك المعاني في كُل مفرده دَسها في مِعطَف أيامي البارِد ، رفيق حاول أن يُعلمني كيف أقف عِند أول مُنعطف قد يأتيني بِ لحظـ ه مِن ال فرح ولو كان الثمن أن أُعايشـ ه لوقت قصير جداً ، رفيق كان يعيّ ما تعنيّـ ه مفارِق الطُرق وما يأتي بَعدها ، فَ كان يحمل إلي بعد كُل غياب تَذكِره لِ العتاب وحده من يجيد قراءتها جيداً على مسامعي ، حتى أعده ذات صَدق أن تكون الأخيره، لِ تصفعني كف أقداري بِ حقيقـ ه جديده للغياب أشد وأقسى ، فَ أنكث ذاك الوعد مُجبره تارةٌ ، و مخيّره تارةٌ أُخرى ،لِ أعترف لِ المره الأخيره لَـ ه أنّـ ه كان الأوفى ، وَ إن عَلمّتـ ه الأيام الآن كيف يمتَهِن الغيآب طواعيّـ ه ، وَربما أدس أنا كذلك في خاصِرة غيابَـ ه ذاك أمنيّـ ه صغيره قد تأتي بِها أيامنّا يوماً وقد لا تأتي، هل يجب أن أعتَرِف لَك أنّـ ه باتت مُجرد محاولَـ ة ترتيب نص رِسالـ ةٌ ما أمرٌ مُتعِب لِ الغايـ ه ، كَ تِلك الرسائل الأنيقَـ ه التي كُنا نَدسُها بيد ساعي بريد ونأمل أن لا تَظل طريقها ، وأن لا تفضها كفيّ الأيام قبل أن تَصل ،لِ تُعريها تماماً، لِ يكون الورق بعد ذاك الوصول فارغاً تماماً ،لُتصيبها لعنّـ ه شبيهَـ ه بِ تِلك اللعنّـ ه التي تُصاحِب خطيئَـ ة نكث الوعود ، -إن إستقر مافي الأعلى في صندوق الوارد لديك لا تكترث بِ تِلك الفلسفات العقيمّـ ه ، لأن جوع الأصابِع كافر جداً يا رفيقي ، أخيراً إلى حيث تمضي تِلك الأسئِلـ ه التي خلعت ثوب الأجابات عنها مِنذُ زمن / أتساءل عن آخرأخبار ذاك الرصيف ..أما زال على حالـ ه .!؟
لِ تستمع فقط ،
____________________________________ كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *
|