03-02-2010, 23:38
|
| . | | بداياتي
: Dec 2009 الـ وطن : حَيثُ أنَا...
المشاركات: 5
تقييم المستوى: 0 | |
رد: الحراك الأدبي للكتابة . إلى أين ؟ مرحباً كاتب عمومي
مقال رائع وقوي جداً بما دعمته من تحليل واقتباس...
بالنسبة للأدب العربي، فهو كما قلت متقدم في فن الرواية، بل أكاد أشبه عصرنا الأدبي الروائي بعصر أوروبا الثوري، أيام الروايات العالميـة الأشهر،من آرنست همنغواي: وداعاً للسلاح و لمن تقرع الأجراس،إلى رواية ذهب مع الريح لمارغريت، وآنـا كارنينا وجين آير وكتابات جين أوستن.
ومن الأدب الروسي المغرق بالسياسـة: رواية الأم لمكسيم غوركي وروايات جورج أورويل وديستوفيسكي وتولستوي.
عصر ذهبي كانت فيه الروايات تعكس معاناة الشعوب وتترجم مطالبهم وأحلامهم؛ فكلهـا روايات عالميـة محورها الأوضاع السياسية والحياة الاجتماعيـة.
وكثير من هذه الروايات ذاع صيتـها لتمردها على العادات الغربية القديمة، وأهمها كبـت المرأة؛ مثل آنا كارنينا وذهب مع الريح وأنتيجونا وبيت دمية (الأخيرتين من الأدب المسرحي).
"لظروفنا السياسية لم تعد المقالـة مطلباً يسيراً، لذلك يضطر الأحرار إلى إذاعـة آرائهم بالمنشورات السرية،
المقالة صريحة ومباشرة لذلك هي خطيرة، وخاصة وأن هناك أعين محملقة فينـا،
أما القصة فذات حيل لا حصر لها، إنها فن ماكـر"
الكلام المقتبس أعلاه من رواية السُكّريـة لنجيب محفوظ، وأنا أتفـق معه بأن الروايـة السياسية الاجتماعية أصبحت متنفساً للشعوب العربيـة، كما كانت سابقاً لشعوب أوروبا؛
والحق أن السلاح الأدبي لا يستهان به وإن كان بطيء المفعول..
أما لو تكلمنا عن الشعر الحداثي والحر منه خاصـة، فكما ذكرت في مقالك أتى كمتنفسٍ للمعاني الراقية.
فأنا لا أرى بأساً في الشعر الحر بينما يعترض كثيرون عليه، فإن كان من الصعب علينا -وقد هجرنا اللغة- أن نوفق بين القافية والمعنى، فمن الأولى أن نهتم بالمعنى ورُقي الكلمة.
فوالله هناك أشعار مُقافاة يخجل الفرد من قراءتها لسطحيتها وهشاشة محتواها المعنوي.
ولكن للأسف تكرر الخطأ مع الشعر الحر، فنرى كل يوم شاعر جديداً يكتب لنفسه فقط، مغرقاً أسطره القليلة بالفلسفة والرمزية المبهمة، وإن كنت أُقدر الغموض ومتعة فك ألغاز السطور، ولكن التكلف في الكتابة يفقدها معناها.
بل أن الناقد الأدبي: عز الدين اسماعيل في كتابه (الشعر العربي المعاصر) ذكرَ مثالاً مضحكاً مبكياً:
يقول في أحد الهوامش عن أحد الشعراء المسيحيين، بأن جملة (اجعل الكلب خارج السور) في إحدى قصائده، هي إشارة إلى رمزية الكلب في التراث الفرعوني ..
يعني بذلك أن القراء كلهم لزاماً أن يلموا بالتاريخ الفرعوني حتى يفهموا شعره.
اعذرني على الإطالة، وشكراً جزيلاً لك |