الفاضل /عزيز جده :
دعني هُنا أتحدث بذات الصيغـ ه البدائيـ ة كمن أشرت إليهم أنهم لا يفقهون في معنى العلمانيـ ة وينظرون لها نظرة خاطئـ ة .
ربما قد أفهم وأستفيد منك وأنت أحد الأقلام التي لطالما كتبت وتكتب عن هكذا مصطلحات فضفاضـ ة قابلـ ة لألف تحوير وتداخُل المفاهيم التي قد تُغيّب حتى المنطق كما أراه أنا بفهمي الجاهل لهكذا أمور ..أو ربما لرغبتي في عدم الخوض كثيراً في أمور مللنا من تداولها ، فيكفي أن تُدير محطـ ة تلفزيونيـ ة "ديمقراطيـ ة "
تقبل الرأي والرأي الأخر حتى تتشبع تماماً من كُل تِلك الولائم الدسمـ ة التي تُقام على شرف كُل مصطلح ..
وفي النهايـ ة يتفق الجميع فيها على الأختلاف بعد أن كونوا نظرة "حضاريـ ة " لأسلوب مثقفينا في تسويق تلك المصطلحات عبر شتم وقذف الآخر بُكل ما لا يجب.. أوحتى في كُل منبر ثقافي مقروء
فماذا تركوا لنا نحن الذين قد ننعت بِ " الجهل "
أولئك يحبون أن يكون تغريدهم خارج السرب فقط حتى يكون قابلاً لأن يُشار إليـ ه ليس أعجاباً وإنما ........
لنردد بعدها :
(تعيش الديمقراطيـ ة و يعيش كُل مثقف عربي !)
أن كان دين اليوم هو الذي تريده أن ينفصل عن السياسـ ة ونغدوا دولاً علمانيـ ة كَ تلك التي يفاخر بها كُل داعٍ للعلمانيـ ة فلما لا ولما لا يحدث ؟دعني فقط أسألُك يا سيّد :
- هذه السياسـ ة التي يجب فصل الدين عنها هل هي تعني بشؤون الإنسان أم بغيرة؟
- بما أن العلمانيون يؤمنون أن الدين هو جانب روحاني فقط ، ولا شأن لـ ه فيما عدا ذلك ، إذاً هل معنى ذلك أننا سنغدوا من أتباع ممن يأخذون ببعض الكتاب ويتركون بعضـ ة ؟
- وماذا يجب أن يكون مصير كُل تلك الأحكام والقوانين التي هي جزء لا يتجزاء من شريعتنا ؟
- ثم بالنسبـ ة للتعايش مع الغير والكثير من الخوض في هكذا حديث اليس ديننا هو الدين الوحيد الذي أتى في كتابـ ة الكريم قول المولى عز وجل " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ " فماذا تعني تِلك للداعين للعلمانيـ ة يا ترى ؟
- أخيراً إن كان يعتقد الداعون للعلمانيـ ة إن في ذلك خيراً .. لماذا لم يأخذ بِـ ة المُصطفى ( صلى الله عليـ ة وسلم) " والسيرة غنيـ ة بمواضيعٍ كهذه ؟



أنا هُنا لأنني أرغب أن أفهم ذاك المنطق الذي يتحدث بِـ ه كُل علماني دون أن يعلقون أخطاء البشر والحكام و ولاة أمورنا على شماعـ ة الدين وأن الحل الوحيد للخلاص هو سلخ الدين عن السياسـ ة ..
إذن منك سأستفيد يا عزيز وأتمنى أن أجد لأسئلتي إجابـ ة ما ممن يفهمون كَ أنت
إن أغدقت علينا من وقتك وأوضحت لنا الكثير من تِلك الأمور التي تلتبس عند " جاهلـ ة " كأنا سأكون ممتنّـ ة كثيراً.


- ربما أقتنع يا عزيز إن خاطبت عقلي الجاهل من يدري !

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *