(سِرُّ الْحَيَاَة)
أُمِّيْ يَا جَوهَرَةَ الكَون الَّتِي أَملِكُهَا
صَاغَهَا الجَّبَارُ نَبعَاً لِلحَنَان
أَنتِ سِرٌ صاَغَهُ المَعبُود خَلاقُ السَمَاءْ
كَيفَ للمَخلُوقِ يَومَاً كَشَفَ سِرٍّ لِلإلِه
أَنتِ سِرٌ سَرمَدِيٌ
قَرَنَ المَعبُود إِحسَانَكَ يَومَاً بِرِضَاه
قَلبُ أُمِي
أَيُّ قَلبٍ تَملُكِين
عِندَمَا أَبكِي يَقِينَاً تَعلَمِين
أَيُّ حُزنٍ قَد دَهَانِي
أيُّ دَهرٍ قَد رَمَانِي
إِنَّ قَلبَاً حَلَّ فِيكِ جَوهَرَاً حقا يراني
بَينَ أَحضَانِ الزُهور كُنتُ طفلا
بَينَ أَعنَاقِ الجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ قَد تَعَّلَقتُ قَدِيمَاً
عِندَمَا كُنتُ جَنِينَاً
حِجرُ أُمِي الطُّهرُ وَالعِفّةَ رَمزَاً
لَيتَنِي مَازِلتُ طِفلاً
بَينَ كَفَّينِ نَقِيَّينِ دَرَجتُ
إِنَّهَا نَبعُ الحَنَانْ
ليتَنِي أَملِكُ سِرَّ الوَقت كَي أُوقِفه
لَيتَنِي كُنتُ رَضِيعَاً
مَاتَحَمَّلتُ هُمُومَاً
يَا رَبِيعَ الدَهرِ أَنتَ
كُلُّ مَا فِيكِ جَمِيل
يَا جَبِينَ الشَمسِ فِي دَربِي دَومَاً تَسطَعِين
ضَوْؤُكِ الوضَّاح أَبصَرتُ بِهِ يَومَاً طَرِيقِي
لامَنِي العُشَّاقُ يَومَاً قَائِلِين
إِنَّ هَذَا العِشقَ يَومَاً سَيَلِين
قُلتُ كُفوَاً إِنَّ هذَا العِشقُ يَنبُوعَ الحَيَاةِ
قَلبُ أُمِي المَاءُ لَولاهُ أَمُوت
حِجرُ أُمِّي نَسمَةٌ فِي دَاخِلِي
كُلَّمَا هَبَّت تَنَّشَقتُ الدَلال
كُلَّمَا هَبَّت تَنَشَقتُ الحَيَاة
فَهِيَ حَقَاً إِنَّها سِرُّ الحَيَاة
- هذا ما كَتَبْتْهُ أمِّي لِأمِّهَا !
21 / 3 / 2009