,



على بُعد جُرح وغربة
هُناك أعماق توشوش بـ الألم ..
تتعقبها حكايات التشرد والبؤس وانتظار المجهول
وتجسيد الإحساس يأتي بقيادة الإحساس نفسه وفي الغالب هو ( خارج السيطرة ) !
حتى تقودنا كافة الطرق إلى نهاية واحدة، وهنا قد نصنف من ضمن الناجحين
في الدنيا مع مرتبة الشرف وفي المشاعر مع مرتبة الخيبة ( ربما ) !
صادم هو الزمن يبخل علينا بصدقة الفرح ونظل نعاني من إملاق الملامح السعيدة
نتضور جوعاً من سطوة الشجن المقيت ذاك الذي يلتصق في أضلعنا ..
و يلتحم في أرواحنا لا مفر منه و لا مهرب و لا أرغفة أمل تساقط علينا إلا في الرمق الأخير من الحياة ..
لحظاتنا عاقر لا تنجب خلا الليل ونجوم أجهضت نورها فأفلت ..
بنا حزن عظيم لو وزع على أهل الأرض لشبعوا منه , كأصوات أجراس الكنائس , كحزن لقيط ما فتأ يلوم القدر الذي أتى به ..
بنا حزن كالزمهرير حين يقبل , كالعتمة حين تعسعس , كالأشباح حين تصرخ
بنا حزن كحزن المداخن القديمة , كالأرجوحة المهجورة , كحزن التاريخ المغضوب عليه
نتنفس الماضي ونعلق الآمال في حاضر فينتحر الأمل قبل ولادته ونركض لاهثين
لنحتمي بما تبقى لنا من ذكرى نسكنها و تسكننا و نسليها و تسلينا ..


عجبا لقلبِك يا صديقتي تدميه الجراحِ و يفتك به النزف
ويظل سائراً في دروب العطاء و يأْبى أَن يتوقف أَو يستكين وإِن كان شرك الشجنِ له بالمرصاد ..
كثيرة هي دوائِر القَلقِ التي تحيط السطورِ , مملوءة هي الأَحرف بلؤلؤِ الدموعِ صادحة هي الأَبجدِية بِحشرجات الوجعِ
و لكن ها هو ذات الحرف يرتل على أَسماعنا آيات النورِ و يرسم على جبِينِ أَرواحنا لوحات حلمٍ سريالية
ها هو ذات الحرف يبدد أشباح العتمة المدلهمة و يزِيح أَكوام الجليد المتكدسة بعضها فوق بعض ويلطخ الكون بهالات البهاء
ها هو ذات الحرفِ يشرِع نوافذ الربِيع في وجه الذبول ويفتح أَبواب الأَملِ بعد إِحكام اليأْس ..
ها هو ذات الحرف يزجنا حيث فراديس من أَعناب ويظللنا بِغيم يساقَط خمراً لا غول فِيه و لا تأْثيم
حرفُكِ يَا ميهاف يغور عميقا .. عميقا بين الأَضلاعِ ويوشوِش الروح .. بِهمسٍ دافئٍ
ويدغدِغ الأَضلع بِأَصابِعِ الذكرى التي لا يمكن لمعاول الزمنِ العتِيد أَن تفلح في بترها
قد نتناسى .. لكن النسيان حلم ولأَنهُ كذَلك فهذا النص خالد حيث تأْرِيخ الإِبداع
سرمدي في ذاكرةِ الوَجدِ ولا شَيء على الإِطلاقِ قَد ينسينا إِياه
دمت كوردة الياسمين .. مشرئبة بِالندى و العطر
لكِ التحِية