السلام عليك ورحمة الله وبركاته ياصديقي البعيد ،
أسعد الله أيامك بكل الود .
وأرجو أن تكون جيدا في احوالك بقدر ما أنت جيد في الغياب والقسوة والنسيان ،
وأرجو أن تكون مرتاحا ، بقدر مايبعث وجعي في صدرك راحة مبهمة تجعلك تحيا بلا التفات !
وأرجو أن تكون فرحا بقدر ما أنا حزينة مني لأني تورطت بك ،
وأرجو أن تكون قد نسيتني بقدر ما أتظاهر أنا بذلك ،
وأرجو أن أجد طريقا يوصلني إليك ل تقرأها فقط ،
همهمات انتظار واستفسار وحنين واستنكار !
كتبها حزن ابيض .. ف دنسني بك .
لأجدني بعد شوط من المضي ، أتعثر بك !
...‏ ها أنا بعد عمر من الغياب بسببها ، اغمض عين تظاهري .. واذكرك ،
انزع عني لباس تناسيك .. واحضر صوتك ب شيء من حنين ،
انظر للفراغ وأملأه ب صورك الل مافتئت تبتعد ل تعود ،
كنت جميلا حين تبتسم ..
حين التقطوا صورتك وانت تتظاهر ب انشغالك ،
حين تجيب على الهاتف ،
حين تقود سيارتك ملثما بشماغك ،
حين اكبرت ملامحك بنظرة رزانة ل صورة رخصة قيادتك .
ها أنت بعد خطوة من الوداع .. تعود ،
فاتنا كما انت .. قاسيا كما انت .. حنونا ، باسما ، هشا ، حالما ، احمقا ، مرحا ، دافئا ك حلم .
قريبا‏ .. وكأنك ما فارقتني إلا بقدر التفاتة !
مجنون ‏.. تركض بي على ارصفة اللاوعي حافية قدمين ،
محب ‏.. تحرض الأنثى فيني على الرقص نشوة وطربا !
طيب ‏.. تهديء من روع بكائي ب اصابعك التي تحتضن ماء خدي ،
مشاكس ‏.. تغيض غيرتي بقولك الأحمق انا احب كل النساء !
فاتن ‏.. تطفيء غضبي بقولك ياقطتي ، كل النساء في عيني انت .
ها انت بعد اغفاءة من النسيان .. تصحو ،
ف يرتبك صدري الذي اعتاد سباتك ذات يأس سابق ،
و تفتح ذاكرتي عينها على صوتك تنادني ، غيبه ذات فراق صراخ انكساري بك .
و يتمطى قلبي على سرير همساتك التي تهشمت وعودها ذات موعد اتيت قبله ب لهفتين وتأخرت انت عنه ب خيبة ،
و تستيقظ روحي في قبر احتوائك الذي احتضن خوائها ذات موت اهدتها إياه قصيدة كتبها غيابك ومضى .
وها انت ، ها أنت الآن بعد قرن من الفجائع .. تعود ،
ب شيء من سكينة ، من تسليم ب قضاء فراقك ، من صبر على عظم مصابي بك ، من اكتفاء بقليل سلوى اورثها صوتك ل صباحات انفقها بدونك !
ها أنت تعود مهيبا ، صامتا ، مستفزا .. تحرض على الكلام ،
ها انت تعود كبيرا ، كثيرا ، حقيقيا .. حد اليقين بأني لو مددت يدي ل لمستك .
ها انت تعود قويا .. قاسيا ، شامخا .. تذكرني ب حجم خسارتي ‏ !
ها انت تعود هشا ، واهي الأعذار ، مراوغا .. تصيبني بالدهشة كيف احببتك ؟
ها انت تعود ضاحكا .. خفيف ظل ، بسيطا .. تخلصني من زيف رزانتي !
ها انت تعود محبا ، شغوفا .. مخلصا ، زارعا الأمان في ارض خوفي .
ها انت تعود .. في اوراقي ،
ها انت تصحو في صدري ،
ها انت تتفتق في ذاكرتي ،
ها انت تولد مرة اخرى في عيني ،
ها انت هنا .. امام حقيقة أني مانسيتك ..
ذاكرة لاتصدأ ابدا‏ !!
ف مالذي أتي بك ؟ مالذي أتى بي ؟ مالذي بقي لم يأتي ؟
مالذي بقي ؟ مادمت لا أزال اكتب رسائل لن تصل إليك ، وكأنها س تصل !!

إعتراف :

لن يحدث هذا الجنون في أحد ما احدثه بي ‏،
اقسم بالذي خلق جمالك ، حزنا يليق بالبكاء .
وفتنتك فنا نتنهده إعجابا لاينطفئ .

مجرمة أنت ياميهاف / مجرمة ياصديقة .

[ ]