عمداً يا أمي اتجاهل دمعك عمداً ، لا أريد أن تغصي به يكفي أنها توارت
عن ابصارنا ، أعلم أنك اصبحت تفعلين مثلنا تكابرين أمامنا ثم تبكين بالخفاء
يا أمي دمعك يحرق فؤادي وإن لم أكن أعلم أنه سبيل لراحتك لما تركتها تنحدر
بوهن وعجز ، ذاك العجز الذي أصابنا مؤخراً ، الذي حطم بنا الأمل أكثر
أدرك مراراة الشعور الذي يذبحك وأنت على يقين بأن أبنك قد مر أمام المنزل
عبر شارعنا على عجاله من أمره ، ولم يلتفت لنا !
أعلم مدى مرارة أن يحمل الهواء رائحته لنا ولم تستطيع الأرض حمل خطواته لنا
يا لنا من عائله مكابره كـ جدران منزلنا البيضاء التي توحي للناظرين بـ عتقها وصمودها ، وماهو إلا اللون الأبيض الذي تهالك و حفى قدمه وهو يعكس الفرح على منزل سكنه الحزن ، هجرته روحه ، حتى وروده ذبلت بسرعه ، كما أن تلك الشجره الصامده بمنزلنا مازالت ، لم تقتلعها العواصف ولم ترويها الأمطار !
أتدرين يا أمي أني سمعتها تون !!
و وعدت نفسي ان لا افضح سرها كما أني لن افضح دموعك
أبكي يا أمي أبكي لربما الدمع يملنا ويهجر منزلنا ايضاً .....
____________________________________ إذا بالغتُ في الماضي بِحُبّي ... فلستُ عليه أندَمُ رغمَ
بؤسي ... و لِي ندمٌ وحيدٌ : ليت أنّي ... كما أحبَبتُكمْ ..
أحبَبتُ نفسي
ميسون سويدان