قامَ رجل برمي أطفاله الأربعة بنهر الفرات فكانَ لي تعليق خاص:
ما لي أرى من زيزفونِكَ دمعـــــــــةً = تجري على أنغامها دمْعاتـــي
والعزفُ ما فتئتْ تنادي ذا الصـــدى = أوتارهُ الغنّاءَ هالصرخــــــاتِ
معزفةً ماتتْ ولم تولــــــــــــــــــد ألا = ليتَ الحروفَ تعيدُها لحياتــي
من صلبِ أحزاني وضعت ُقصيدتي = في رحمِ أوراقي أضعتُ وُلاتـي
في منبجِ الفيحاءِ تُغتالُ القصـــــــــي ...= دةُ مرةً وقصيدتي مـــــــــرّاتِ
أبكي حروفَ كلامها،أزهارهـــــــــا = وطيورها،أحلامها ،جنّـــــــاتِ
اليومَ مياهُ فراتنا ممزوجــــــــــــــــةٌ = ببرائةِ الأطفالِ في برْكاتــــــي
فليرتوي شعراؤنا ،نقّادنـــــــــــــــــا = علماؤنا،جهالنا جرْعــــــــــــاتِ
يا دُرَّنا المكنونَ في أيدينـــــــــــــــا = نلقيكَ في ماء البحارِ وهـــــاتِ
الكلُّ مسؤولٌ على عقدِ المنـــــــــى = والكلُّ مسؤولٌ عن النجمــــــاتِ
نيسانَ يشهدُ كلَّ جرئمنا هنـــــــــــا = "عنقودها الّزهري من كرْماتـي"
في ظلكَ ياشجرَ النحيبِ رثيتهــــم = وهجوتُ مَن داسَ الندى ملهــاةِ
عفواً ربيعَ العمرِ كم آويتنـــــــــــا = ونضدتَ حبَّ الّزهرِ في الرّاحاتِ
أرجوكَ لا تفزعْ إذا في الظهر قد = أنبتها ، أشبعتها مُدياتــــــــــــــي
"أطفالنا أكبادنا تمشي علــــــــــى " = فيهِ الحياةِ فنلقها لقْمـــــــــــــــاتِ
لو يُمنحُ الشعراءُ حقَّ قضائهـــــا = لفرشتُ جمر العدلِ فوقَ جُنـــــاةِ
في هامشِ التاريخِ ابقوا أسطـــراً = لتظلَ في تاريخنا عبْراتــــــــــــي