" ومُتّ بِمَوتِك "


جُرْحُكَ يبْقَىَ سِنِينَاً طِوَالَ
لِيَحْمِلَ ذِكْرَىَ ذُبُولِ الوُرُود ,
تمُرّ السنِينُ عقبَ السنِينَ ,
وتُشرِقُ شمسٌ بعدَ غرُوب ,
وتغرُبُ شمس بعدَ شرُوق ! ..
[ حُ ل ْم ]
ويُشرِقُ صُبحُ اللّقَاءِ عُقيبَ الفُراق ..
ويُوشَمُ تَارِيخُ اندِمالُ الجُرُوحِ ,
بِيَومِ اللّقَاءِ عُقَيبَ الشُتاتِ ,
وَبَعْدَ الفُرَاقِ ,
بَعْدَ السنِينِ العِجَافِ ,
بَعدَ المَمَات .. !
تَحْمِلُ جُرحِي على راحَتَيْكَ ,
تُضمِّدُهُ ,
كَأنّ الشُتاتَ يمُوتُ ,
وتنْدَثِرُ كُلّ السنِينِ العِجَافِ ,
يمُوتُ المَمَات ,
لِأحْيَىَ وتَحْيَىَ ,
وتحيَىَ الحيَاة ..
ومِنْكَ سَألْقَىَ رُفَاتَ السَّعَادَة ,
و أرْسُمُ مِنْكَ لَوْنَ البَيَاض ,
كأنِّي بِأحْلامِ الطُفُولَةِ تنمُو على كفَّيكَ ,
وأحلامُ الصِبَا على ذِرَاعَيْكَ ,
ويكبُرُ حُلمِي ,
ويصْغُرُ همِّي ,
وأنسَىَ حُزنِي ,
على رَاحتَيكَ ,
وأرقُصُ دهْراً على وتَرٍ لحنُهُ لا يغِيب ,
عن مَسْمَعِي أبداً لا يغِيب ,
وتصُمُتُ كُلّ أغانِي الحيَاة لِتَسْمَعَ لحنَ حياتِك !
تمُرّ السنِينُ عقبَ السنِينَ ,
وتُشرِقُ شمسٌ بعدَ غرُوب ,
وتغرُبُ شمس بعدَ شرُوق ! ..
وأدْرَكُ يومَاً ,
بِأنّ الطريقَ طوِيلٌ طوِيل ,
وحُلمُ وجُودِكَ حُلمٌ مُحال !
وأنِّ المُحالَ يبْقَىَ مُحال !
.
أمَوْتُكَ يعنِي المَمَات ؟
كيفَ يمُوتُ المَمَات !
أمِتْهُ لتحيَىَ !
أمِتهُ وعُد ,
فكُلِّي حَنِينٌ
وكُلِّي اشتِيَاق ,
تعالَ وخُذ بيدِي ,
تعَالَ لِنَحْيَىَ !
أما عُدْتَ تسْمَعُ صَوْتَ الحَنِين ؟
تعَالَ وُخذْنِي ,
لِنْحيَىَ .. معاً !
أو لِنَرْسُمَ دَرْبَ المَمَاتِ !
معاً !!
وأُدْرِكُ يومَاً ,
بِأنّ الطريقَ طوِيلٌ طوِيل ,
وحُلمُ وجُودِكَ حُلمٌ مُحال !
وأنِّ المُحالَ يبْقَىَ مُحال !

____________________________________
نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*