وجبَة إفطار , 5 / 9 اجتمَعْنا أخِيراً , الدبّة حور , والمغرورة زينب ! لعبنا لعبة الصراحة سألنا بعض أسئلة واجد , من ضمن الأسئلة الي إجاباتها غير متُوقعة : لمّن سألت حوراء وش أكثر شي تكرهينه فيني وكنت اطالعها بنظرة حادة ! قالت : أكره هذي النظرة , وسألت زينب : وش أكثر شي تحبينه فيني , و وش أكره شي تكرهينه فيني ! قالت : أحب روحش المرحة , وتتعرفين على الناس بسرعة , وتقدرين تتكلمين مع أي احد حتى لو ما تعرفينه غير عنّي ما اقدر , وأكره غموضش . زينب قالت : انها تعتبرنا أهم شي في حياتها بعد أبُوها لأنها يتيمة الأمّ ! وحوراء قالت : انها ما تفتقد ولا أحد في حياتها كثر ما تفتقدنا .. و سكتّ أنا . أذكِر لمّن تعرفت على زينب بثالث اعدادي , كان أوّل يوم دراسي كنت قاعدة على الكرسي وجنبي ثلاث رفيقات , وقتها كانوا يسولفون بشغف , كل وحدة منهم تبي تعرف الثانية من اول لحظة , وتبي تعرف كل تفاصيل الثانية , وكنت اسمعهم واطالع زينب , كان حزنها مبالغ فيه ! وملامحها واضح انها متعبة جداً , كان الفضول فيني يبي يفهم وش ورى هالحزن كله ! , وفي نفس الوقت كنت أبيها تكون شي ثاني غير الاكتئاب الي قاعد على الكرسي , كانت غامضة وغريبة وحزينة وفي عالم ثاني تماماً ! .. ولمّن تتكلم تتكلم شوي وتسكت , و ألاحظ اسلوبها وحركة يدها وانا من بعيد , وأحسها تستصغر الحياة بكل ما فيها ! .. وكأنها فوق كل شي .. كانت كاسرة خاطري بشكل كبير .. رجعت البيت اول يوم وقعدت افكر فيها , ليش هالحزن كله ! بس أبي افهم .. أحس بعمرنا رغم أي شي يصيبنا ما نوصل لهالمرحلة المتأخرة من الحزن والبُؤس ! .. حطيت البنت ببالي وتعرفت عليها وعرفت ان أمها متوفية قبل سنة , وان هذا سبب حزنها , و .. تغيرت زينب .. لما كملنا ثالث اعدادي كانت انسانة ثانية .. فيها عناد وفيها قوة وفيها اصرار وفيها كبرياء , بس الحزن الي كان يحسس الانسان ان الدنيا حقيرة وتافهه صار أقلّ بواجد ! , الحزن الباقي فيها الحين حزن طبيعي , وصارت تضحك وتمزح ونسولف ونروح ونرجع .. صارت زينب ثانية , سنة وحدة محال تنسي الانسان أمّه .. ومستحيل يتلاشى الحزن من قلبه بسهولة , كنت اعذر زينب في مواقف واجد , كانت تحرجني وتعاندني لما نتكلم عنها وعن زوجة ابوها واخوانها وكنت اعصب بس ما عمري كظمت غيضي أكثر مما كظمته معاها , بس عشاني قدرت ظروفها .. وتقبلتها بكل عصبيتها وعنادها والكبرياء القاتل الي فيها ! .. كنت ارجع البيت اصيح عشانها , لأن ملامحها فيها اليتم , واسلوبها في كبرياء اليتيم لمّن يرفض انّ حد ينظر له بنظرة انكسار , وعنادها كان عناد أنجبه الزمن الي ياخذ منا كل شي نحبه , وكان عندها صديقة غيري , كانت سيئة للغاية , وخذلتها في يوم من الأيّام .. لمّن رحنا الثانوي , كنت أتمنى زينب تكون معاي بنفس الصف لأنها صعب تتعرف على بنات جدد , وكنت اتمنى حوراء تكون معاي بنفس الصف لأني اعرف شخصية حوراء وبعد صعب تتعرف على ناس جدد .. والصدفة صارت انّ حوراء كانت مع زينب في نفس الصف , وانا كنت بصف ثاني , واذكر لمّن حوراء قالت لي سارة ما عندي احد في الصف وقلت لها عادي تتعرفين على بنات من جديد , وزينب كبريائها يمنعها تقول نفس الجملة , كانت حوراء ما تحب زينب كانت تقول لي ما احب صديقتش زينب , ما ارتاح حقها .. ودخلت صفهم وقلت لهم قعدوا جنب بعض , وتعرفوا على بعض انتوا الثنتين صديقاتي , لمن تكونون مع بعض بكون مرتاحة وبستانس .. وصاروا الثنتين صديقات , طيبة حوراء وعناد زينب , وصاروا ثنائي حلو .. ! كنت مستانسة وأنا اشوفهم مع بعض , وأشوف ان حوراء قدرت تحب زينب بعد ما كانت تقول لي انها ما ترتاح لها وتحسها مغرورة , وزينب قدرت تتقبل حوراء .. و صاروا صديقتين . وعاشوا مع بعض 3 سنين , كنت اغار لمّن اشوفهم مع بعض وحتّى ما يسألون عنّي , وأغار لمّن يطلعون ويروحون ويجون وانا مو معاهم , وأغار لمّن يكون بينهم أسرار ويخفونها عنّي .. ولمّن نقعد مع بعض وكل وحدة تقول للثانية شغلة وتغمز للثانية وأكون انا ساكتة .. مو فاهمة شي ! أمّا أنا ففي الثانوي كان عندي 20 رفيقة درب عشت معهم 3 سنوات , ضحكنا مع بعض وأكلنا وسولفنا ودرسنا وسوينا مقالب , وعشنا الجنون صورنا وهربنا .. و 4 صديقات , .. قضينا عمر مع بعض , عرفوا متى اصيح ومتى اضحك ! .. وعرفت وش يحبون وش يكرهون , وفي النهاية استمرت العلاقة مع 2 منهُم .. والباقي بح . ولمّن انتهت مرحلة الثانوية صرنا نلتقي انا وزينب وحوراء , يا ببيت أي وحدة يا ع البحر القريب من بيوتنا احنا الثلاثة , وكنت أمزح معاهم ونلعب ونتمرجح , بيننا ذكريات من أحلى ذكريات حياتي , بس كان يحز بخاطري لمّن يخفون عنّي شي .. بس دايما اسكت واخلّي بخاطري وأقول انهم صديقات ومن حقهُم يكون عندهم أسرار . البارحة لمّن كانوا ببيتنا طلبوا يشوفون اغراضي العيد ولوحاتي وكتاباتي وأي شي حلو ما شافوه .. لمّن كانوا مندمجين يشوفون يقرأون يتأملون يدققون , كنت أشوفهم واذكر كل هذا , وفكرت بكل هالتفاصيل .. فكّرْت بالحياة , بالصداقات , فيهُم ! خطّطْنا لطلعة العيد , زينب خاطرها تروح سينما , حوراء كالعادة تبي مطعم , وأنا أسمعهُم وما قررنا شي .. أتمنّى زينب تتزوج أحسها تحتاج الزُوج , وحوراء تدرس وتتزوج ويكون عندها طفل بريء مثلها . ____________________________________
نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
|