لم أمتْ بعد و كأنَّ هذا التعب رحوم بي أو كأنّه ظِل أمي و عبوس أبي .. وجوم أخوتي و دعاء جارتنا .. أعشاب جدتي و رُفات تفاؤلي . أنا لا أحتمل أن يسرقني الموت حاجياتي دون أن يستردها بعد حين لا أحتمل أن تموت ذاكرتي و أرى الجميع يتباهى بأرشيفه بينما أقف أنا مليئَة بِكل شيء إلا منْ سجل ماضٍ يُبقيني على قيد التواصل بِنسختي الفائتة أُحاول أن أستردني بعد زَمن من خلال إحيائها فيّْ . إيابك فلَج مسامات الذاكرة و أعاد لرماديتها ألوانها ، صاغ من أوردتي صندوقٌ أحمر تملؤه أماني الحياة .. يُفاجئني ، إيابك شيّد فيّ مدينة ليليّة تطرِزُها إنارة شوارع لا تنفك عن فضح سارقي الليل من أجلِ " غنوة " من أجلِ " قُبلَة " ، بَل و تعجُّ بِرياض أطفال و بهرجة ضحكاتهم و تغاريدهم تَدهسني أقدامهم كَلمساتِ أمٍ بائسَة تتحسّسُ جسد ابنتها كُلّه لتشفى كدمَة بسيطة ، إيابك أقام فيّ نوافذ تُبنى طوباتها مِن طيني يَستعمرُ كلٍّ منها ربطة عنق و فيونكة فاتنة / بريئة جداً .

إن لم تمتْ بَعد لازال في عمري فسحةً لنا نعيشها وحدنا و ملايين اللحظات التي ما رشحتها لسواكَ ، الأجدر بِك أن تقبل فَ أنت ميّت لا محالة .

أو هكذا خُيّلَ لي