في الفترة الأخيرة رأيت اشياء كثيرة قد غابت عن عيني مراراً .. أحيانا نتمنى لو اننا لم نرى في حين ان الرؤية هي التي تكشف لنا حقيقة الدنيا وحقيقة أنها دنيّة , وبالرغم من كل ذلك الاّ انّ الخلق يفعلون كل ما أمكنهم فعله ليصلوا لمآربهم ولو على رؤوس الفقراء والمستضعفين والمساكين مثلاً ..
أشياء كثيرة نتمنى لو اننا لم نراها ولم نعرفها ولم نجربها حتى , ولكن هي الحياة محطات كثيرة , نحن نمضي فيها لنتعلم , لو اننا لم نرى ولم نعرف ولم نجرب .. لكنا فيها أشبه بالأموات .. !
بالرغم من ان خطواتي اصبحت قريبة جداً من اهدافي إلا اني اشعر بضيق كبير , والسبب هو قضيتي الكبرى قضية التشيع , والحب الكبير وهو حب الوطن .. وهم آخر يخنق أنفاسي وانا ارى الناس يعظمون من لا يستحق التعظيم , ويجلون شأن فئات في حين هي لا تستحق كل هذا الاجلال .. !
اشعر بأني احمل مسؤوليات كبيرة وانا لا افعل شيئا لا للدين ولا للوطن انا اكتفي بالصمت والعذاب الداخلي .. أشعر بأن المسؤولية تخنق انفاسي فعلا اشعر بالاختناق ..
لما اصر اخي مرارا ان امضي ليلة معه في غرفته , حاولت التهرب منه بداعي الكتابة , فوعدني بالاتزام بالصمت على ان اجلس معه فقط , وبدأ يبدل في محطات التلفزيون وانا اكتب , لفتت انتباهي صورة ياسر الحبيب , ولاني لم استمع اليه من ذي قبل وسمعت من بعض صديقاتي انه يقول بزنا ام المؤمنين عائشة , فشهادت مقطعا من برنامج عرض على قناة الوطن , لم أرى اكثر من اربع دقائق !! ولكنني فعلا ما زلت مشدوهة !!!!
اذا كان الله قد طهر نساء كل الأنبياء عن الاتيان بفاحشة الزنا , فمن يحسب نفسه وهو يقول ويعاند ويصر على قوله , , ويجمع الشيعة على ان كل نساء الأنبياء مطهرين من الاتيان بفاحشة الزنا !! هو من الاصوات النشاز .. وهو لا يمثل التشيع , ولا يمثلني , والشيعة لا يقولون بما يقول هذا الرجل الذي يتحدث بمنهج غريب ! ..
الأمر الآخر ما يحدث في البحرين يتعبني يجعلني انام كل ليلة وانا ابكي , لا اعلم ان كان هنالك احد يبكي البحرين ايضاً أم لا , ولكنني ابكيها لم تعد بحريني كما هي ! , اشعر باني في منفى , وكأن البحرين صارت منفى , كأنها وطن لا يشبه وطني بالأمس , كأن شيئا فيها قد تبدل !
كل شيء ها هنا يقوم على المصالح , المصلحة صارت هي ما يقوم العلاقات لا أكثر , الوطن صار لعبة في يد الساسة , لا مكان للدين بالرغم من ان الجميع يدعي التدين , لقد كانت البحرين قديما ارض العلماء , كانت منبت الطهر , وأرض الوفاء , رجال الدين اليوم مجرد مظهر خارجي , لا احد يفكر في اللب , ماذا يعني المظهر ؟ اذا ما كانت الأخلاق لا تتبع اسلامنا ! الناس ها هنا يتبعون الأصوات التي تعلو في السياسة .. ما الذي يجعلهم يقبلون جبين فلان ويد فلان ؟ ما الذي يجعلهم يكررون صوت فلان ويتحدثون عن مقالة آخر , لا شيء الا السياسة , بالأمس كانت خطب الجمعة فيها ما يذكر الناس بدينهم .. اليوم خطب الجمعة هي خطب سياسة , نعم لا انفصال بين الدين والسياسة , ولكن لا يعني ان نبدل القشرة ! نسمع حديثا عادياً منمقاً ومن ثم نأتي لنحمله على صفائح من ذهب ونقول بأن العظيم فلان قال ,!!!! وقوله قد قاله العامة , ولا شيء جديد سوى ان الناس يستلذون الكلام الذي يخرج من افواه معينة .. !! يطيب لهم الحديث من أناس معينة , لا يهمهم ما قال بقدر ما يهمهم من قال !!! .. تبا لكل من ارتدى رداء الدين وتظاهر بأنه من رجالات الدين والدين منه بريء , تباً لكل من يحاول ان يتقمص دور العابد ليُرضي الناس , والمعبود آخر اهتماماته ! تباً لشعب لا يكتفون الا بترديد الهتافات , تباً لكل من صعد فوق اكتاف الناس ليعلو , ولكل الناس الذين يسمحون لأكتافهم بأن تلوث بأقدام مغبرة مقترة ويجعلون من اكتافهم محطا لرقي من لا يستحق !!! , هي فقط طاقات تهدر اوراق ومحابر عيون ساهرات من اجل لاشيء .. ! والزمن يمضي ! وكل شيء يسوء .. وانا لا افعل شيئاً .. تبا لي ان لم اكتب على الأقل !!
لا احد يستحق الحب الا الله .. ومن يحبه ,
لا شيء يستحق ان نفديه بالروح الا الوطن ,
الدين هو ما يجب علينا الدفاع عنه بكُل ما أوتينا من قوة !
اشعر بالخذلان .. ! تساؤل بسيط يبحث عن اجابة من الزمن الذي أرهقني , اين الاسلام في المسلمين اليوم !؟