,
باسم الامتزاج ِروحا ًوحرفاً دعيني أسميك ميهاف الروح ..
أفسح لكِ مني كلي بل وما حولي أهلا ً..
وجعي يا الروح مجرد حتى من اسم فاخترت مني ما يشاركه ذات اليتم
وعرّفته به ليصبح ذاك الحنين اللعين ..
الحنين ياميهاف خفقة في القلب أظنها لا تضعف ..
هو بالكاد أمر غير مقبول ومخيف إلى حد كبير وملطخ ألف مرة بلون الوجع ..
إن هذا النسيان الذي تتحدثين عنه وعلى شفتيك يبرق الألم ,
أجزم واؤكد أنه جريمة عظمى بحقنا نحن الأنثيات , المشردات بين أزقة الحلم والواقع ..
النسيان هو الخطوة الأولى والسبيل الوحيد نحو ضياع مختلف ..
النسيان هو أن نعيش بلا أيام , بلا لحظات , بلا حلم وبلا زمن , نعم .. بلا زمن ..
ولكي نصل إلى مرحلة النسيان هذه سنتكسّر على الطريق ألف مرة ..
وفي كل مرة نتكسّر فيها يشتدّ بنا الموت أكثر وأكثر ..
خلاص لاتبحثي بل وحاولي بكل مالديكِ نسيان فكرة [ النسيان ] البشعة ..
فلهذا النسيان سكرة يعقبها غفوة أخيرة وظلام مرير ..
تاريخك ملتصق بأرجاءك وأن حاولتِ تحطيمه فسيمسك بكِ أكثر ..
تجاهلي مايقولون , وأحرقيهم بصمتكِ قدر ماتستطيعي ..
ولملمي ملامحك قبل أن تتبخر أمامهم فتفقدي هويتك ويحل بك ماحل بغيرك ..
أتعلمين .. أنا ورغم جوعي الشديد لست بحاجة إلى زمن كهذا ..
زمن يعريني أمامي وفي عينيه مكر الأباليس ..
أقسم برب دمعي ياصديقة , اني إمرأة بلا نسيان وسأظل بلا نسيان ..
إمرأة بلا آخر .. بلا حاضر .. وبلا تفاصيل ..
ليس شيئا سيئا أن أبكي علناً , وأقتنص من مطري مايروي جفاف أنفاسي .. أن أعترف وأعرّفهم بي أكثر ..
وأمارس مايمارسه اولئك المنسلخون ..
أن أكتب عن عمقي وعن حياة طالما تقمصتها عنوة ..
أن أحزن لأمر أثقل كاهل القلب والعقل ..
أن أفرط صمتي وأبعثره بين جوانب الليل القصير ..
ليس شيئا سيئا أن أتمنى الشروق أن أقف دهرا في إنتظاره ..
أن أملك جسدا مجعدا روحهُ باذخة الأناقة ..
كيف أنسى وأنا المقيدة به منذ زمن الفرح ..
كيف أنسى وأنا العاجزة عن حماية نفسي الهاربة نحوه ..
القابعة بين جناحيه , المصلوبة بين فقد وشوق ..
النسيان هو أن أنسى نفسي أولاً , أن أتخلى عنها , أن أُبحر بلا قلب ..
أن أترنح فأشتعل نارا لايخمدها ماءا ولا تراب ..
ميهاف ..
أي لونٍ ولجتِ به صفحتي ؟!
لا أرى إلا امتزاجا خيل لي أن " حي على النسيان " لم تنتهي بعد ..
مبدعة في الوجع والحضور يا قامة الحرف .. مبدعة..
ثم أني سألتك بالذي يعلم الظاهر و المخفي ..
أن تكون أحرفي هذه " عين القين " في قرارك وقرار آل بوح ..
أن تقروأ لِي فهذا يعني أن حرفي يستحق فهل بعد هذا مطمع ..!
إنني بأسمائِكم أُأرخُ شيئا ً مني وبوفائكم وأرقم شراييني كما قلتها لهديل ..
فكم رقما ً تراني قد وصلت .. وكم شريانا مدين لكم ..! بلغتُ المليون لا أكثر ..
منذ زمن وأنا ممتنة لكم فهل عساني إن قلتها أخرى أوفيكم حقكم !