حبيبي أنا بخير
ميؤوس ٌ من " حمية الحب "
و من أيِّ " تواصلِ نسياني "
و أخاطبك ب حبيبي
و يقيني يجهل من أنت ؟
و أيّ حبيبٍ أنت
و على ضفةِ أيّ غيمة تغفو
و في أيّ بئر حياة محبوس
و فوق أيّ شجرة تحطبُ أحلامك
و عند أيّ بشرِ تُمرّن رئتيك
حبيبي
وحيدة و البترُ ينهش أشيائي
و من حولي تتعايش الأشياء اعتيادياً
و أنا التي لا يستميلني إلا التّفرد
حبيبي
أناديك
كلما تعرقلت قدميّ بؤساً
و انخلع فكُ الحنين نحيباً
و تسولّ فؤادي ماءا
حبيبي
الأيام متهورة تُلغي كلٍِ منها مساحة الأخرى
غير آبهة بالنبؤاتِ التي تتمخض في جيوبها
و إلى من سترسل
و كيف تستقر بأيدي المعنيين
لا سيما القاتلة منها
حبيبي
الأصوات حادّة تثأر من شفافية دمعي
و شفتاي
شفتاي ..... !
شفتاي امممممم !
شفتاي توضّأت بماء الفاتحة
و رحيق المُلك و ابتهالات الرحمن
وضبّت أُمنياتها بين فكيّ جيداً
و عانقت الطحن في أمعائي
حبيبي
" لا لـ ترتيب الأولويات حيهلا بالفوضى العارمة "
لنسلتذ عيش الفوضى / لا نخطط للصدف / نتكتّلُ بحلّة لا تشبهُ نسخنا الفائتة / نتعمد الدهشــة مع هباتِ الدنيا !
حبيبي
لا أدري ما الذي يجثم فوق قلبي هذه الليلة
كل ما استشعره أنّ الأجواء في الداخل منه حالكة
هذا أقل ما أعارني إياه هَمسُ حدسي !
حبيبي
لم أعد صمّاء
كلّ سهمٍ عابر بات ينفذُ بأريحية
لا سهم أخطأ الطريق لـ جسدي
استُنزف مائي و أُلحقت به دمائي
و بتُ إسفنجة مُهمتها في الحياة :
الجفاف من بعد بلل و البلل من بعد جفاف
حبيبي
الإصفرار من بعد خُضرةِ وجنتين
الحالة السادية / السائدة حالياً
لا هطلٌ و لا ودق
و لا " ماء سبيل الجيران " يعيد للوجنتين خضرتها
حبيبي
أشعر بألمِ طفيف في رُكبتيّ
لم تكن حُمى المسير الفاعلة
لكنها" نيّة اقتفاء المفقودات " تزفرُ لحظاتها الأخيرة على هونها
أنا التي أتصلّب في الأجزاء الأخيرة من الحلقات الدرامية
و أحبسُ المواقف في ذاكرتي جيداً لما بعد " استعادة ضبط الأنفاس "
إلى أن أهضُم الأشواك َلُقمةً سائغة لأنتهي : بحمداً ربي حمداً كثيراً
حبيبي
ومضاتُ التواريخ القديمة من حولي تتسارع
و النسيان من بيننا يستطيل و قابلية الحذف و التبديل على وشكِ التنفيذ
و عيني لا تقبض على تاريخٍ بعينه
و قلبي لا ينوي استحضارَ شيءٍ ميّت
حبيبي
الذاكرة في طورِ الانشطار
و لا ضمان على نسبة الفائض منها
أو ماهية الأشياء المُلقاةِ في
" حاوية الحرق عمداً "
حبيبي
تحقنني البلادة بشيءٍ يشبه الهُدنة
حيثُ أنّها هُدنة لم ترضخ طوعاً برغبتنا
هُدنة : بليدة
لوثّت الأماكن و استغلق عليّ التمييز
فكلّ ما علق بها من أحداث آلت لقالب ثلاثي الأبعاد لن تُبصره حتى تقف على زوايا مُثلثه بخفّة
اختلطت حُمرة الرؤية بصفرتها و استعصى النظر بجُرم البلادة !
حبيبي
تُرى كم كلفك كنسكَ لأشيائي ؟
قلباً مثلوباً أم يداً مبتورة و لساناً أبكم ؟
لا أعتقد
و لكنني مُتيقنة من أنّك لازلت الطفل العاجز عن وصفِ تفاصيل فقده لوالدته رغم تراكمات حنينه الجّم و حزنه النبيل لاحتضارها في ليلةٍ لهو لم يبلغ فيها نصاب عقله ، ماتت و هو يحتضن طين الجيران و يستعين بماء بيتهم ليزاوج " العيش ب الملح " و أُذناه تسمعَ نواح أهل بيته بينما حواسه مُنهمكة بالطين و الماء و رائحة الأُمنيات ، كان أصغر من أن يتحمل مسؤولية عزاء لذا هو عاجز عن الاعتذار لوالدته رغم أنّ طنين الذنب يدور من حوله :
أمي لم أقف في عزائك لأني لم أعِ ما حجم الشيء المخلوع من قلبي حينها
أمي لم أقف في عزائك لأني لم أعِ ما حجم الشيء المخلوع من قلبي حينها
أمي لم أقف في عزائك لأني لم أعِ ما حجم الشيء المخلوع من قلبي حينها
هذه الحكاية