الموضوع: اعــــتراف ...!
عرض مشاركة واحدة
  #19 (permalink)  
قديم 23-12-2010, 02:50
البيان البيان غير متصل
السمو
 
بداياتي : May 2008
الـ وطن : نبض الحجاز
المشاركات: 194
تقييم المستوى: 0
البيان is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: اعــــتراف ...!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرد مشاهدة المشاركة
سلامُ البارئ يغشــاك مجدداً أيها البيـــ الأغر ـــــان

حسناً يا صديقي .. سألجُ في مداخلتي مباشرة لأقول :

( في الحب لحظة متأرجحة ، حرجة ، وحاسمة .. هذه اللحظة تدعى لحظة الإقدام أو الإحجام .. صاحبك الذي تروي عنه حكايته مع محبوبته ، تساءل بحيرة ، كأنما لا يعلم عن تلك اللحظة الفاصلة شيئاً ، حينما قال : لا أعرف كيف اقتحمت تلك الأنثى عالمي ؟
الأمر هنا يا صديقي ، يؤكد أنه يروي لحظة الإقدام تلك .. فالحب حين يطرق باب أحدنا ، قد لا يستأذن على الإطلاق ، لكنه يتأرجح في تلك اللحظة الحاسمة ما بين الإقدام والاحجام .. تصور يا صديقي أن لكل منا معاشر الرجال مساحات للقبول إزاء إناث تلقي بهن الأقدار في جنبات دروبنا ، لنبدأ مع بعضهن رحلة القبول تلك ، والتي تؤول بالضرورة في نهاية الأمر ، إلى اتخاذ قرار من كلا الطرفين ، أو أحدهما ، بأن يقدم أو يحجم .. بمعنى عدم الإبقاء على العلاقة الفاترة بينهما .. وفي الغالب يكون الرجل هو السباق إلى الإقدام بحكم طبيعته ، وفي بعض الأحيان تكون الأنثى هي الأسبق ، لكن ، وهنا ما أريد الوصول إليه ؟
إذا أقدم الرجل وأقدمت الأنثى في ذات اللحظة ، فاعلم أن هذا التوافق سيؤدي إلى علاقة متينة راسخة لا تغيرها الأيام ولا صيرورتها . أما في حال اختلال وتأرجح الطرفين بين الاقدام والاحجام ، فاعلم أن العمر الزمني لتلك العلاقة أقصر بكثير مما يتصوره الطرفان ، وفي حال أقدم أحدهما وأحجم الآخر ، فهذا ما يطلق عليه اصطلاحاً في عرفنا ، الحب من طرف واحد ) .

لك أن تتخيل بعد هذا التحليل المتواضع ، ما الذي حل بصاحبك الذي لاذ بالصمت واكتفى بنفث الدخان عالياً ، قبل أن يبوح لك بحكايته .
صدقني أن كثير منا ، معشر الرجال ، ومعشر النساء ، لا يفرق بين القبول في العلاقة ، وبين قرار الإقدام والإحجام ، الأمر الذي يربك العلاقة ، بل ويصيبها في مقتل في كثير من الأحيان .


دمتَ مقداماً ، وطابت لياليك أيها الأغر ,,

وأهلاً بك ـ يا نرد ـ مرة أخرى ..

نظرية الإقدام والإحجام هي إحدى النظريات المعروفة في ما يعرف ـ بعلم النفس ـ تلك النظرية التي تقوم على الدافعيين المتعارضين أحدهما يدفع للأمام , والآخر يجر إلى الوراء .

والحقيقة أعرف أن هذه النظرية تنطبق على أمور كثيرة في الحياة , ولكنى لا أعرف هل تنطبق فعلاً على الحُبّ أم لا ؟

وذلك بسبب ماهية , أو طبيعة الحُبّ المعقدة التي لم يستطع أحداً حتى هذه اللحظة فك شيفرتها !

تلك الطبيعة التي تجعلنا نستسلم لذلك الكائن الذي يتسلل إلينا فجأة وبدن مقدمات , ربما على حين ضعف أوعلى حين غفلة أو على حين تعب أو على حين حاجة ! ويستضعفنا أو يستعمرنا على الأدق ثم يمارس علينا كل أنواع السادية , ونحن في حالة من النشوة المُغيبة أو الغيبوبة المنتشية !

ثم بعد ذهاب السكرة تأتي الفكرة محملة بالكثير من الآهات والشجن والكثر من الأسئلة التي تناثر كحبات خرز سقطت من مسبحة ثمينة ! في لحظات تأمل أو لحظات ندم على الأرحج ! لماذا أحببنا من أحببنا ؟ ولماذا سلّمنا أنفسنا وعواطفنا على نحو أُهدرت معه الكثير من الكرامة ؟ ولماذا ونحن ننشد الراحة والسكينة عند ذلك الكائن المدعو بالحُبّ وإذ به يعصف بنا , ويرمينا في المهالك , والدروب الشائكة ؟ ولماذا .. ولماذا ؟ .. ولماذا ؟

حسناً ! أظن الجواب عند مجنون ليلى الذي قال :

يقولون لو عزّيت قلبك لارعوى .... فقلت وهل للعاشقين قلوبُ ؟

وأخيراً ! دعنى أتفق معك تماماً في ما ذهبت إليه في قضية " عدم التفريق بين القبول والإقدام " وترك الموضوع في حالة عائمة , الأمر الذي ينتج عنه اختلال فكري ونفسي وعاطفي لدى الطرفين أو بعضهما على أقل تقدير .
تلك الحالة العائمة هي التي أعتقد أنها مسؤولة عن الكثير من العلاقات العابرة أو العلاقات الفاقدة هويتها !

نرد .. تحليل رائع , وحضور متألق .


دمت شامخاً .
____________________________________

" أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ "
رد مع اقتباس